حديث العباس بن عبد المطلب عن النبي صلى الله عليه وسلم 5
حدثنا محمد بن إدريس يعني الشافعي، حدثنا عبد العزيز بن محمد، عن يزيد يعني ابن الهاد، ع
قَوْلُهُ ذَاقَ طَعْمَ الْإِيمَانِ : - بِفَتْحٍ فَسُكُونٍ - .
فِي الصِّحَاحِ : الطَّعَمُ - بِالْفَتْحِ - : مَا يُؤَدِّيهِ الذَّوْقُ ، يُقَالُ : طَعَمُهُ مُرٌّ ، وَالطُّعْمُ - بِالضَّمِّ - : الطَّعَامُ .
وَفِي "الْقَامُوسِ " : طَعَمُ الشَّيْءِ ; يَعْنِي - بِالْفَتْحِ - : حَلَاوَتُهُ وَمَرَارَتُهُ ، وَمَا بَيْنَهُمَا يَكُونُ فِي الطَّعَامِ وَالشَّرَابِ ، وَبِالْجُمْلَةِ فَقَدِ اسْتُعِيرَ اسْمُ الطَّعْمِ أَوِ الْحَلَاوَةِ لِمَا يَجِدُهُ الْمُؤْمِنُ الْكَامِلُ فِي الْقَلْبِ بِسَبَبِ الْإِيمَانِ مِنَ الِانْشِرَاحِ وَالِاتِّسَاعِ ، وَلَذَّةِ الْقُرْبِ مِنَ اللَّهِ - تَعَالَى - .
* "رَبًّا " : تَمْيِيزٌ ، أَيْ : بِرُبُوبِيَّتِهِ ، وَحَقِيقَةُ الرِّضَا بِذَلِكَ : أَنْ يَنْشَرِحَ صَدْرُهُ بِمَا يَرِدُ عَلَيْهِ مِنَ اللَّهِ بِمُقْتَضَى الرُّبُوبِيَّةِ ; مِنْ قِسْمَةِ الْأَرْزَاقِ وَالْأَحْوَالِ وَغَيْرِ ذَلِكَ ، فَلَا يَجِدُ فِي قَلْبِهِ بِشَيْءٍ مِنْ ذَلِكَ اعْتِرَاضًا ، وَحَقِيقَةُ الرِّضَا بِالْإِسْلَامِ دِينًا : أَنْ يَنْشَرِحَ صَدْرُهُ بِمَا يَتَضَمَّنُهُ الْإِسْلَامُ مِنَ التَّكَالِيفِ مِمَّا جَاءَ عَلَيْهِ مِنْ جِهَةِ التَّدَيُّنِ بِهِ ، وَمِثْلُهُ الرِّضَا بِمُحَمَّدٍ رَسُولًا : هُوَ أَنْ يَنْشَرِحَ صَدْرُهُ بِجَمِيعِ سُنَنِهِ ، وَلَا شَكَّ أَنَّ مَنْ يَنْشَرِحُ صَدْرُهُ لِلْأُمُورِ الْمَذْكُورَةِ ، يَذُوقُ مِنْ حَلَاوَةِ الْإِيمَانِ مَا يَذُوقُ ، وَاللَّهُ تَعَالَى أَعْلَمُ .
ن محمد بن إبراهيم، عن عامر بن سعد، عن عباس بن عبد المطلب، أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: " ذاق طعم الإيمان من رضي بالله ربا، وبالإسلام دينا، وبمحمد رسولا "