حديث المغيرة بن شعبة 11
مستند احمد
حدثنا محمد بن عبيد، حدثنا بكير، عن عبد الرحمن بن أبي نعم، حدثني المغيرة بن شعبة، أنه سافر مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، فدخل النبي صلى الله عليه وسلم واديا، فقضى حاجته، ثم خرج، فأتاه، فتوضأ، فخلع خفيه، فتوضأ، فلما فرغ، وجد ريحا بعد ذلك، فعاد فخرج، فتوضأ، ومسح على خفيه، فقلت: يا نبي الله: نسيت، لم تخلع الخفين، قال: «كلا بل أنت نسيت، بهذا أمرني ربي عز وجل»
المَسحُ على الخُفَّيْنِ ثابتٌ بالنُّصوصِ الصَّريحةِ الصَّحيحةِ، وقد رواهُ الجَمُّ الغفيرُ مِن الصَّحابةِ رِضوانُ اللهِ عليهم، فبلَغَ عدَدُ مَن رَواهُ منهم أكثرَ مِن ثمانينَ صحابيًّا، منهم العَشَرةُ المُبشَّرونَ بالجَنَّةِ، ولا يُنكِرُه إلَّا مُبتدِعٌ، حتَّى صار المسحُ على الخُفَّينِ مِن الفُروعِ الفِقهيَّةِ المُميِّزةِ لأهلِ السُّنَّة والجماعةِ عن غَيرِهم مِن أهلِ الزَّيغِ والضَّلالِ
وهذا الحديثُ مِن الأحاديثِ التي رُوِيَ فيها عن النبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ أنَّه مسَحَ على الخُفَّينِ، والخُفُّ هُوَ: ما يُلبَسُ في الرِّجلِ مِن جِلدٍ رَقيقٍ، ويكونُ ساتِرًا للكَعْبينِ فأكثَرَ، ورَاويهِ سَعدُ بنُ أبي وقَّاصٍ رَضيَ اللهُ عنه، وعندَما سأَلَ عبدُ اللهِ بنُ عُمرَ أباه عمَرَ بنَ الخطَّابِ رَضيَ اللهُ عنهما عن هذا الحديثِ، قال له: إذا حدَّثَك سَعدٌ عنِ النبيِّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ شَيئًا، فلا تَسألْ عنه غَيرَه؛ وهذا لوُثوقِهم بسَعدِ بنِ أبي وقَّاصٍ رَضيَ اللهُ عنهم أجمعينَ
وفي الحديثِ: فضْلٌ ومَنقَبةٌ لسَعدِ بنِ أبي وقَّاصٍ رَضيَ اللهُ عنه.وفيه: تَزكيةُ الصَّحابةِ بعضِهم بعضًا