حديث جابر بن سمرة السوائي16
مسند احمد
حدثنا محمد بن جعفر، حدثنا شعبة، عن سماك بن حرب، قال: سألت جابر بن سمرة، كيف كان يخطب رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ قال: " كان يخطب قائما، غير أنه كان يقعد قعدة، ثم يقوم "
خُطبةُ الجمُعةِ هي شَعيرةٌ مِن شَعائرِ الدِّينِ، ولها أثرٌ عَظيمٌ في حَياةِ المُسلِمينَ؛ ففيها يَحضُرُ الصَّغيرُ والكَبيرُ، فيَستمِعُونَ إلى الخَطيبِ ويَتعلَّمونَ أُمورَ دينِهم.
وفي هذا الحَديثِ يُخبِرُ جابرُ بنُ سَمُرةَ رَضيَ اللهُ عنه أنَّه كانَ يُصلِّي الجمُعةَ معَ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، فكانَ يراهُ يَخطُبُ الجُمُعةَ واقفًا على المِنبَرِ، ثمَّ يَجلِسُ بعدَ الخُطبةِ الأُولى على المِنبَرِ جِلسةً خَفيفةً، ثمَّ يَقومُ فيَخطُبُ قائمًا، يَعِظُ النَّاسَ ويُعلِّمُهم أمورَ دينِهم، ثمَّ قالَ جابرُ بنُ سَمُرةَ رَضيَ اللهُ عنه للتَّابِعيِّ سِمَاكِ بنِ حَربٍ: «فمَن نبَّأكَ أنَّهُ كانَ يَخطُبُ جالسًا فقدْ كذَبَ»، أي: أخْطأَ، والعربُ تقولُ لمَن أخْطأَ: كذَبَ؛ «فقدْ -واللهِ- صلَّيتُ معَه أكثرَ مِن ألْفَيْ صَلاةٍ»، وهذا تأْكيدٌ على مَدى إدْراكِه وحِفظِه لهَيئةِ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ في صَلَواتِه وخُطَبِه، وأنَّ منها خُطبتَه قائمًا في الجمُعةِ.
وفي الحَديثِ: بيانُ هَدْيِ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ في خُطبةِ الجمُعةِ.