حديث جابر بن سمرة السوائي40
مسند احمد
حدثنا حسين، عن زائدة، عن سماك، عن جابر بن سمرة، قال: " كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يخطب يوم الجمعة قائما، فمن حدثك أنه جلس فكذبه "، قال: وقال جابر: " كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يخطب خطبتين، يخطب ثم يجلس، ثم يقوم فيخطب، وكانت خطبة رسول الله صلى الله عليه وسلم وصلاته قصدا "
لصَلاةِ الجُمُعةِ جُملةٌ من الأحكامِ الشَّرعيَّةِ، والآدابِ والسُّنَنِ النَّبويَّةِ، ومن ذلك أنْ يخطُبَ الإمامُ قائمًا في الخُطبتينِ، ويَجلِسَ بينَهما؛ ليتَمَكَّنَ من إبلاغِ الناسِ بوعْظِه حالَ قيامِه.
وفي هذا الحديثِ بيانٌ لبعضِ أحكامِها، حيثُ يُخبِرُ عبدُ اللهِ بنُ عُمَرَ رضِيَ اللهُ عنهما أنَّ النبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: "كان يَجلِسُ إذا صَعِدَ المِنبَرَ"، أي: في خُطبةِ الجُمعةِ بعدَ أنْ يُسلِّمَ على الناسِ قائِمًا بعدَ الصُّعودِ، كما وَرَدتْ به أحاديثُ أُخَرُ، "حتى يَفرَغَ المُؤذِّنُ"، أي: يظُلُّ جالِسًا حتى يَنتهيَ المُؤذِّنُ من أذانِه، "ثم يقومُ فيخطُبُ"، أي: ثم يَقِفُ للخُطبَةِ الأُولى، "ثم يَجلِسُ فلا يتكلَّمُ"، أي: بعدَ أنْ يَنتهيَ من الخُطبَةِ الأُولى، يَجلِسُ قليلًا، وتُسمَّى جِلسةَ الاستراحَةِ؛ وذلك لاستراحَةِ الخطيبِ فيها بين الخُطبتيْنِ، وفيها أنَّ الخطيبَ إذا جَلَسَ لا يتكلَّمُ، "ثم يقومُ فيخطُبُ"، أي: يَقِفُ ليخطُبَ الخُطبَةَ الثانِيَةَ.
وفي الحديثِ: بَيانُ هَدْيِ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم في خُطبَةِ الجُمُعةِ