حديث ربيعة بن عامر عن النبي صلى الله عليه وسلم
مستند احمد
حدثنا إبراهيم بن إسحاق، حدثنا عبد الله بن المبارك، عن يحيى بن حسان - من أهل بيت المقدس، وكان شيخا كبيرا حسن الفهم -، عن ربيعة بن عامر، قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «ألظوا بيا ذا الجلال والإكرام»
الدُّعاءُ سِلاحُ المُؤمنِ، يَلجَأُ فيه العَبدُ إلى اللهِ تعالى في كُلِّ وقتٍ وحينٍ
وقد أمَرَ اللهُ تعالى بدُعائِه ووعَدَ باستِجابةِ الدُّعاءِ، فقال: {وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ} [غافِر: 60]، فيُشرَعُ للمُسلمِ أن يَدعوَ اللَّهَ تعالى بما أحَبَّ من خَيرَيِ الدُّنيا والآخِرةِ، وممَّا يُشرَعُ في الدُّعاءِ أن يَدعوَ اللهَ تعالى بأسمائِه الحُسنى؛ فقد قال تعالى: {وَلِلَّهِ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا} [الأعراف: 180]، وكان النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم يُكثِرُ من دُعاءِ اللهِ تعالى بأسمائِه الحُسنى، ويَأمُرُ بها، ومن ذلك دُعاءُ اللهِ بأنَّه ذو الجَلالِ والإكرامِ؛ ولهذا يَقولُ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: ألِظُّوا أي: ألِحُّوا واثبُتوا عليه والزَموا وأكثِروا في دُعائِكُم مِن قَولِ: يا ذا الجَلالِ والإكرامِ؛ فهو الذي يُجِلُّه الموحِّدونَ عنِ التَّشبيهِ بخَلقِه وعن أفعالِهم، وهو الذي لا شَرَفَ ولا كَمالَ إلَّا وهو له، ولا كَرامةَ ولا مَكرُمةَ إلَّا وهي منه؛ فالجَلالُ في ذاتِه، والإكرامُ منه فائِضٌ على مَخلوقاتِه
وفي الحَديثِ الأمرُ بدُعاءِ اللهِ تعالى بـ "يا ذا الجَلالِ والإكرامِ"
وفيه مَشروعيَّةُ الإلحاحِ في الدُّعاءِ