حديث رجل خدم النبي صلى الله عليه وسلم
مسند احمد
حدثنا أبو عبد الرحمن، قال: حدثنا سعيد بن أبي أيوب، قال: حدثني بكر بن عمرو، عن عبد الله بن هبيرة، عن عبد الرحمن بن جبير، أنه حدثه رجل خدم رسول الله صلى الله عليه وسلم ثمان سنين، أنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم إذا قرب إليه طعامه يقول: «بسم الله» ، وإذا فرغ من طعامه قال: «اللهم أطعمت وأسقيت، وأغنيت وأقنيت، وهديت وأحييت، فلك الحمد على ما أعطيت»
أوتيَ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم مَكارِمَ الأخلاقِ ومَحاسِنَ الآدابِ في كُلِّ أُمورِه صلَّى اللهُ عليه وسلَّم الدِّينيَّةِ والدُّنيَويَّةِ، ومِن ذلك الأدَبُ عِندَ الأكلِ؛
فقد كان صلَّى اللهُ عليه وسلَّم إذا قُرِّبَ إليه طَعامٌ، أي: قُدِّمَ له الطَّعامُ ليَأكُلَ، يَقولُ: بسمِ اللهِ، أي: قَبلَ أن يَشرَعَ في الأكلِ يُسَمِّي اللهَ تعالى. فإذا فرَغَ، أي: انتَهى مِن طَعامِه، قال: اللَّهُمَّ أطعَمتَ وسَقَيتَ وأغنَيتَ، أي: أنتَ الذي أطعَمتَنا هذا الطَّعامَ وسَقَيتَنا وأغنَيتَنا بالإطعامِ والسَّقيِ، أو عامٌّ لكُلِّ غَناءٍ، وأقنَيتَ، أي: أعطَيتَ أصلَ المالِ فجَعَلتَ للعَبدِ قُنيةً يَقتَنيها مِن مَتاعِ الدُّنيا، وهَدَيتَ، أي: أوصَلتَ مَن شِئتَ مِنَ العِبادِ إلى طُرُقِ الرَّشادِ والفلاحِ، واجتَبَيتَ، أي: اختَرتَ مَن تَشاءُ لِما تَشاءُ؛ فلَك الحَمدُ على ما أعطَيتَ، أي جَميعِ الذي أعطَيتَه أو على جَميعِ عَطائِك مِمَّا ذُكِرَ ومِمَّا لَم يُذكَرْ؛ فأنتَ المُستَحِقُّ للحَمدِ كُلِّه
وفي الحَديثِ مَشروعيَّةُ التَّسميةِ عِندَ بَدءِ الأكلِ
وفيه مَشروعيَّةُ حَمدِ اللهِ بَعدَ الأكلِ بما ورَدَ في هذا الحَديثِ