حديث زيد بن أرقم 18
مستند احمد
حدثنا حسن بن موسى، حدثنا زهير، عن أبي إسحاق قال [ص:52]: سألت زيد بن أرقم: كم غزوت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ قال: «سبع عشرة»
في هذا الأثَرِ يقولُ زَيدُ بنُ أرقَمَ رضِيَ اللهُ عنه: "غَزا رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ تِسعَ عَشْرةَ غَزوةً"، والغَزْوَةُ هي التي خرَجَ فيها رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم بنَفْسِه، سَوَاءٌ قَاتَلَ أو لم يُقاتِلْ. وهذا رأيُ زَيدٍ رضِيَ اللهُ عنه، وقدْ قيلَ: إنَّ عددَ غَزَواتِه صلَّى اللَّهُ عليه وسلَّم إحْدى وعِشرونَ غَزاةً، وقيلَ: كانت خَمْسًا وعِشرينَ، وقيلَ: سَبْعًا وعِشرينَ، وقيلَ: غيرُ ذلك، ففاتَ زَيدَ بنَ أرْقَمَ ذِكرُ عددٍ منَ الغَزَواتِ، ومن ذلك الأبْواءُ، وذاتُ العَشيرِ أو العَسيرِ، وبُواطُ، وغيرُهم، وسببُ الخِلافِ في ذلك: أنَّ بعضَ الصَّحابةِ كان يَذكُرُ الغَزَواتِ الكَبيرةَ الشَّهيرةَ، والبعضَ الآخَرَ يَذكُرُ الغَزَواتِ كلَّها بما فيها ما لم يَشْتَهِرْ. وقد قاتَلَ صلَّى اللَّهُ عليه وسلَّم بنَفْسِه منها في ثمانٍ: بَدْرٍ، ثُمَّ أُحُدٍ، ثُمَّ الأحزابِ، ثُمَّ بَني المُصْطَلِقِ، ثُمَّ خَيبَرَ، ثُمَّ مكَّةَ، ثُمَّ حُنَينٍ، ثُمَّ الطَّائفِ. وقيلَ: إنَّه قاتَلَ في بَني النضيرِ، وفي وادي القُرى؛ مُنصرَفَه من خَيْبَرَ، وفي الغابةِ، ثم قال زَيْدُ بنُ أرْقَمَ: "وغَزَوْتُ معَه سَبعَ عَشْرةَ غَزْوةً" فرافَقَ النبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ فيها، وقاتَلَ معَه فيها، وهذا إخبارٌ منه بهذه الفَضيلةِ العظيمةِ؛ إما تحدُّثًا بنِعمةِ اللهِ تعالى عليه، وإمَّا لمَصلحةٍ أُخرَى رآها في ذلِك
وفي الحديثِ: بيانُ مَنقَبةٍ وفَضيلةٍ لزَيدِ بنِ أرْقَمَ رضِيَ اللهُ عنه