حديث زيد بن ثابت، عن النبي صلى الله عليه وسلم13
مسند احمد
حدثنا حسن، حدثنا ابن لهيعة، حدثنا يزيد بن أبي حبيب، عن ابن شماسة، عن زيد بن ثابت، قال: بينما نحن عند رسول الله صلى الله عليه وسلم يوما حين قال: "طوبى للشام، طوبى للشام " قلت: ما بال الشام؟ قال: "الملائكة باسطو أجنحتها على الشام " (2)
عُرِفَت أرضُ الشَّامِ بأنَّها أرضُ خَيرٍ وبَركةٍ، وكان النَّبيُّ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم كثيرًا ما يَدْعو لها ويَستبشِرُ بفَتحِها.
وفي هذا الحديثِ يقولُ زيدُ بنُ ثابتٍ رَضِي اللهُ عنه: "كنَّا عندَ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم نُؤلِّفُ القرآنَ"، أي: نَجمَعُه، "مِن الرِّقاعِ"، أي: الرُّقعِ الَّتي كانت تُكتَبُ فيه، فقال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم: "طوبى للشَّامِ"، أي: لأهلِها، والمرادُ بطوبى: الرَّاحةُ وطِيبُ العيشِ واجتماعُ الخيرِ فيها.
والشَّامُ يُقصَدُ بها البِلادُ المعروفةُ الآن، وهي الَّتي تقَعُ إلى الشَّمالِ مِن الجزيرةِ العربيَّةِ، وتضمُّ سُوريَة والأردنَّ وفِلَسطينَ ولُبنانَ.
فقلنا: "لأيٍّ ذلك يا رسولَ اللهِ؟"، أي: لأيِّ سببٍ قلتَ ذلك؟ فقال النَّبيُّ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم: "لأنَّ مَلائكةَ الرَّحمنِ باسِطةٌ أجنِحتَها عليها"، أي: تَحُفُّها بالبرَكةِ، وتَدفَعُ عنها المهالِكَ والمؤذياتِ، وقيل: بالمحافظةِ عليها مِن الكفرِ. قيل: ولا يُرادُ بطوبَى هنا الجنَّةُ ولا الشَّجرةُ الَّتي تُرادُ في غيرِها مِن الأحاديثِ.
وفي الحديثِ: فضلٌ ومنقبةٌ لأهلِ الشَّامِ.