حديث مالك بن عتاهية 5

مستند احمد

حديث مالك بن عتاهية 5

حدثنا عبد الرحمن بن مهدي، حدثنا معاوية، عن سليم بن عامر، عن جبير بن نفير، قال: كنا معسكرين مع معاوية بعد قتل عثمان، فقام كعب بن مرة البهزي فقال: لولا شيء سمعته من رسول الله صلى الله عليه وسلم ما قمت هذا المقام، فلما سمع بذكر رسول الله صلى الله عليه وسلم، أجلس الناس، فقال: بينما نحن عند رسول الله صلى الله عليه وسلم، إذ مر عثمان بن عفان مرجلا قال:، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لتخرجن فتنة من تحت قدمي، أو من بين رجلي، هذا، يومئذ ومن اتبعه على الهدى» قال: فقام ابن حوالة الأزدي من عند المنبر، فقال: إنك لصاحب هذا؟ قال: نعم، قال: والله إني لحاضر ذلك المجلس، ولو علمت أن لي في الجيش مصدقا كنت أول من تكلم به

الرَّميُ بسَهمٍ في سبيلِ اللهِ، وعِتقُ الرِّقابِ لَهُما فضلٌ كبيرٌ عندَ اللهِ عزَّ وجلَّ

وفي هذا الحديثِ بيانٌ لذلك؛ حيث يقولُ النَّبيُّ صلَّى اللهُ علَيْه وسلَّم: "مَن بَلَغ بسَهمٍ في سبيلِ اللهِ عزَّ وجلَّ فلَه درَجةٌ"، أي: مَن بلَغَ سَهمُه العَدُوَّ، وأثَّر فيه بالجِرَاحِ وما شابَهَ، فله بذلِكَ درَجةٌ ومَنزِلةٌ في الجنَّةِ
ثمَّ قال صلَّى الله عليه وسلَّم: "وأيُّما رَجُلٍ مُسلِمٍ أعتَقَ رجُلًا مُسلِمًا"، أي: فعَل ذلك خالِصًا للهِ تَعالى "فإنَّ اللهَ عزَّ وجلَّ جاعِلٌ وِقاءَ كلِّ عَظمٍ مِن عِظامِه عَظمًا مِن عِظامِ مُحرَّرِه مِن النَّارِ"، أي: يَكونُ له فِداءً مِن النَّارِ، فالمُسلِمُ إذا أعتَقَ رجُلًا مسلِمًا، يَفْدي اللهُ كلَّ عُضوٍ مِنَ المُعتِقِ بكلِّ عُضوٍ مِن المعتَقِ، وكان له مِن الأجرِ فَكَاكُه مِن النَّارِ، ونَصَّ على المُسلِمِ لأنَّ عِتقَه أنفَعُ وأفضَلُ، بخِلافِ الكافرِ
ثم بَيَّن صلَّى الله عليه وسلَّم أنَّ النِّساءَ كذلك لهُنَّ نفسُ الأجرِ: "وأيُّما امرأةٍ أعتَقَت امرأةً مسلِمةً فإنَّ اللهَ جاعِلٌ وِقاءَ كلِّ عَظمٍ مِن عِظامِها عَظمًا مِن عِظامِ مُحرَّرِها مِن النَّارِ يومَ القيامةِ"
وقد قيل: وعِتقُ الرِّجالِ أفضلُ وأكملُ وأعظمُ في الأجْرِ؛ نظرًا لأنَّ فوائدَه أكبرُ مِن جهةِ ما عندَ الرجلِ مِن القُدرةِ والفائدةِ التي تَحصُل مِن الرجال في الأمورِ المطلوبةِ منهم، وقد ورَد أنَّ عِتقَ امرأتَينِ يُعادِلُ عِتقَ رجُلٍ واحدٍ
وفي الحديثِ: فضلُ مَن أعتَق رقبةً مُؤمنةً