حديث زيد بن حارثة 7
مستند احمد
حدثنا بهز، وعفان، قالا: حدثنا همام، قال عفان، في حديثه: حدثنا قتادة، عن يزيد، أخي مطرف [ص:37]، عن عياض بن حمار، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «إثم المستبين ما قالا، فعلى البادئ، ما لم يعتد» قال عفان: أو «حتى يعتدي المظلوم»
دعَا الإسلامُ إلى حُسنِ الخلُقِ، ومن ذلك: الأمرُ بعدمِ التَّنابزِ بالألقابِ وتَبادُلِ السُّبابِ؛ لِمَا فيه من خروجٍ عن رُوحِ الإسلامِ السَّمْحةِ، ولِمَا يؤدِّي إليه مِنَ تَشاحُنٍ وتنافُرٍ بين الناسِ
وفي هذا الحَديثِ يقولُ النَّبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: "إثْمُ المُستبَّينِ"، أي: اللَّذينِ تَخاشَنا في الكلامِ وتَكلَّما بغَليظِ القولِ، "ما قالا على البادِئِ منهما"، أي: الإثمُ يقَعُ على البادئِ منهما؛ لأنَّه كان سببًا لِتلكَ المُخاصمَةِ، "ما لم يَعتَدِ المظلومُ"، أي: ما لم يَزِدِ الآخرُ على قولِ البادئِ، وإلَّا وقَعَ عليه الإثمُ، "والمُسْتَبَّانِ"، أي: المُتَشاتِمَانِ، وهما اللَّذانِ سبَّ كلٌّ مِنهما الآخَرَ، "شيطانانِ يَتكاذبانِ ويَتهاترانِ"، أي: كلٌّ منهما يَتسقطُ صاحِبَه ويَنقصُه بالباطلِ؛ مِن الهِتْرِ، وهو الباطلُ مِن القولِ
في الحديثِ: النَّهيُ عن السَّبِّ والتَّشاتُمِ