مسند عبد الله بن العباس بن عبد المطلب، عن النبي صلى الله عليه وسلم 423
حدثنا مؤمل بن إسماعيل، حدثنا سفيان، عن الأعمش، عن الحكم، عن مقسم، عن ابن عباس، قال: أفاض رسول الله صلى الله عليه وسلم من عرفة، وأمرهم بالسكينة، وأردف أسامة بن زيد، وقال: " يا أيها الناس، عليكم بالسكينة والوقار، فإن البر ليس بإيجاف الإبل والخيل " فما رأيت ناقة رافعة يدها عادية، حتى بلغت جمعا، ثم أردف الفضل بن عباس من جمع إلى منى، وهو يقول: " يا أيها الناس، عليكم بالسكينة والوقار، فإن البر ليس بإيجاف الإبل والخيل " فما رأيت ناقة رافعة يدها عادية حتى بلغت منى
كان النبي صلى الله عليه وسلم رحيما بالناس، يراعي الكبير والصغير والقوي والضعيف، وفي هذا الحديث يخبر عبد الله بن عباس رضي الله عنهما أنه في حجة الوداع: "أفاض رسول الله صلى الله عليه وسلم من عرفة"، أي: نزل من جبل عرفة متوجها إلى المزدلفة، "وعليه السكينة"، أي: كان يسير بهدوء ولا يزاحم خشية أن يؤذي أحدا، "ورديفه أسامة"، أي: يحمل أسامة بن زيد رضي الله عنهما خلفه على الدابة.
ثم قال: "أيها الناس، عليكم بالسكينة"، أي: التزموا السير بطمأنينة وتجنبوا التزاحم؛ "فإن البر"، أي: الخير، "ليس بإيجاف الخيل والإبل"، والإيجاف: هو الإسراع في السير؛ قال ابن عباس: "فما رأيتها رافعة يديها"، أي: ما رأيت الخيل والإبل ترفع يديها، "عادية"، أي: مسرعة، "حتى أتى جمعا"، أي: حتى وصل إلى مزدلفة
"زاد وهب- في روايته- وهو ابن بيان أحد رواة الحديث: "ثم أردف الفضل بن العباس"، أي: حمل الفضل رضي الله عنهما خلفه على دابته، وهذا من تواضع رسول الله صلى الله عليه وسلم، ورحمته بالصغار
وفي الحديث: الحث على الطمأنينة والسكينة حال أداء مناسك الحج