حديث سفيان بن وهب الخولاني عن النبي صلى الله عليه وسلم
مستند احمد
حدثنا حسن، حدثنا ابن لهيعة، حدثني أبو عشانة، أن سفيان بن وهب الخولاني، حدثه: أنه كان تحت ظل راحلة رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم حجة الوداع، أو أن رجلا حدثه ذلك ورسول الله صلى الله عليه وسلم يخطب، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «هل بلغت؟» فظننا أنه يريدنا، فقلنا: نعم. ثم أعاده ثلاث مرات، وقال فيما يقول: " روحة في سبيل الله خير من الدنيا وما عليها، وغدوة في سبيل الله خير من الدنيا وما عليها، وإن المؤمن على المؤمن حرام: عرضه وماله ونفسه، حرمه كما حرم هذا اليوم "
كان النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم يُرغِّبُ أصحابَه في الآخِرَةِ، ويُزهِّدُهم في الدُّنيا، ويُبيِّنُ لهم قدْرَها في الآخِرَةِ، ويُرغِّبُهم في الجهادِ في سَبيلِ اللهِ
وفي هذا الحديثِ يقولُ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: "لَغدوةٌ أو رَوحةٌ في سَبيلِ اللهِ"، والغَدْوةُ هي السَّيرُ أوَّلَ النَّهارِ إلى الزَّوالِ، والرَّوحةُ السَّيرُ مِنَ الزَّوالِ إلى آخرِ النَّهارِ، "خيرٌ مما تطلُعُ عليه الشَّمسُ وتَغرُبُ"، يعني: أنَّ المشيَ في سَبيلِ اللهِ في الغزْوِ في وقتِ الصَّباحِ أو وقتِ المساءِ خَيرٌ مِنَ الدُّنيا جميعًا، وثوابُ هذا الزَّمَنِ القليلِ في الجَنَّةِ خيرٌ من زَمَن ِالدُّنيا كُلِّها، "ولقابُ قَوسٍ في الجَنَّةِ خيرٌ مما تطلُعُ عليه الشَّمسُ وتغرُبُ"، أي: قدْرُ طُولِ قَوسِ أحدِكم في الجنَّةِ خيرٌ مِنَ الدُّنيا وما فيها، والمرادُ: أنَّ ما صَغُرَ في الجَنَّةِ من المواضِعِ خيرٌ من الدُّنيا كلِّها من بساتينِها وأرضِها؛ فأخبَرَ
في هذا الحديثِ أنَّ قصيرَ الزَّمانِ وصغيرَ المكانِ في الآخِرَةِ خيرٌ من طَويلِ الزَّمانِ وكبيرِ المكانِ في الدُّنيا، تَزهيدًا فيها، وتَصغيرًا لها، وتَرغيبًا في الجِهادِ، وفي عَمَلِ الطاعاتِ للفَوزِ بالجَنَّةِ