حديث سلمان بن عامر 1
مسند احمد
ومع الغلام عقيقته فأميطوا عنه الأذى، وأريقوا عنه دما، والصدقة على ذي القرابة ثنتان: صدقة، وصلة
الذَّبحُ للهِ تَعالَى من القُرباتِ العَظيمةِ، وإذا كان المولودُ يستهِلُّ حياتَه في الدُّنيا، فإنَّ المرْءَ يَتوسَّمُ في ولدِه الخيرَ والبركةَ، ويلتمِسُ له ذلك بتقديمِ القُرباتِ إلى اللهِ تعالى، ويذبَحُ عقيقةً عن ولَدِه، وهو مِن شُكرِ اللهِ تعالى أيضًا على الذُّرِّيةِ الَّتي هي من نِعَمِ اللهِ العَظيمةِ
وفي هذا الحديثِ يقولُ النَّبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: "في الغُلامِ عقيقةٌ"، وفي لفظِ البُخاريِّ: "مع"، والمُرادُ: أنَّ مع كلِّ غُلامٍ يُولَدُ عقيقةً، والعقيقةُ: هي الذَّبيحةُ الَّتي تُذبَحُ عن المولودِ في يومِ سابِعِه، وهي عن الذَّكرِ شاتانِ، وعن الأُنثى شاةٌ، "فأهْرِيقوا عنه دمًا"، أي: أريقوا وأسِيلوا عنه دَمَ العقيقةِ بذبْحِها، "وأمِيطوا عنه الأذى"، أي: أزِيلوا عنه القذَرَ والنَّجاسةَ بغسْلِه، وقيل: بحَلْقِ رأْسِه، وقيل: هو نَهيٌ عمَّا كانوا يَفْعلونَه في الجاهليَّةِ من تلْطيخِ رَأسِ المولودِ بالدَّمِ، وقيل: المُرادُ الخِتانُ. والذُّرِّيةُ مِن نِعَمِ اللهِ، والنِّعمةُ إنَّما تتِمُّ على المُنعَمِ عليه بقِيامِه بالشُّكرِ؛ فالشُّكْرُ على هذِه النِّعمةِ هو ما سَنَّه النَّبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، وهو أنْ يعُقَّ عن المولودِ؛ شُكرًا للهِ تعالى، وطلَبًا لسَلامةِ المولودِ
وفي الحديثِ: الترغيبُ في العَقيقةِ عن المولودِ