حدثنا عبد الله، حدثنا عثمان بن أبي شيبة، (1) حدثنا أبو حفص الأبار، عن الأعمش، عن طلحة، وزبيد، عن ذر، عن سعيد بن عبد الرحمن بن أبزي، عن أبيه، عن أبي بن كعب: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم " كان يوتر بسبح اسم ربك الأعلى وقل يا أيها الكافرون وقل هو الله أحد "
مِن نَوافِلِ الصَّلَواتِ التي رَغَّبَ فيها النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم، بَل وأوصى جَماعةً مِن أصحابِه بها: صَلاةُ الوِترِ، ووَقتُها يَبدَأُ مِن بَعدِ صَلاةِ العِشاءِ إلى طُلوعِ الفجرِ، فيُشرَعُ للمُسلمِ أن يُحافِظَ عليها، وقد كان النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم يوتِرُ بثَلاثِ رَكَعاتٍ، ويَقرَأُ في وِتْرِه بـ {سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى}، أي: بسورةِ الأعلى في الرَّكعةِ الأولى، و{قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ}، أي: بسورةِ الكافِرونَ في الرَّكعةِ الثَّانيةِ. و{قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ}، أي: بسورةِ الإخلاصِ في الرَّكعةِ الثَّالثةِ، وكان يَقولُ إذا سَلَّمَ مِن وِتْرِه: سُبحانَ المَلكِ القُدُّوسِ ثَلاثًا. والقُدُّوسُ هو الطَّاهِرُ المُنَزَّهُ عنِ العُيوبِ والنَّقائِصِ، ويَرفَعُ صَوتَه بالثَّالثةِ، أي: يَرفعُ صَوتَه في المَرَّةِ الثَّالثةِ بهذا الذِّكرِ.
وفي الحَديثِ مَشروعيَّةُ قِراءةِ هذه السُّورِ الثَّلاثِ في صَلاةِ الوِترِ.
وفيه بَيانُ الذِّكرِ الذي يُقالُ بَعدَ صَلاةِ الوِتْرِ.
وفيه مَشروعيَّةُ رَفعِ الصَّوتِ بالذِّكرِ بَعدَ صَلاةِ الوِتْرِ.
وفيه إثباتُ اسمَيِ المَلكِ والقُدُّوسِ للَّهِ تعالى .