حديث عبد الرحمن بن يعمر 1

مستند احمد

حديث عبد الرحمن بن يعمر 1

حدثنا محمد بن جعفر، حدثنا شعبة، عن بكير بن عطاء، قال: سمعت عبد الرحمن بن يعمر قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم وسأله رجل: عن الحج بعرفة، فقال: «الحج يوم عرفة أو عرفات، ومن أدرك ليلة جمع قبل صلاة الصبح، فقد تم حجه وأيام منى ثلاثة، فمن تعجل في يومين، فلا إثم عليه، ومن تأخر، فلا إثم عليه»
[ص:61]

الوُقوفُ بعَرَفَةَ ركنٌ من أركانِ الحَجِّ ولا يصحُّ حجُّ من لم يقِفْ بعَرفةَ، وقدْ بَيَّن النبيُّ صلَّى الله عليه وسلَّم مناسكَ الحجِّ لأمَّتِه بيانًا شافيًا

وفي هذا الحديثِ يقولُ عبدُ الرَّحمنِ بنُ يَعْمَرَ الدِّيلِيُّ رضِيَ اللهُ عنه: "أَتَيْتُ النَّبِيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم وهو بِعَرَفَةَ"، أي: وهو على عَرَفَةَ في حِجَّةِ الوَداعِ، "فجاء ناسٌ أو نَفَرٌ مِن أهلِ نَجْدٍ" وهي أرضٌ مِن جَزِيرةِ العَرَبِ ما بينَ الحِجازِ والعِراقِ، والنَّفَرُ: ما بينَ الثلاثةِ إلى العَشَرةِ، "فأَمَروا، أي: أمَرَ أهلُ نجدٍ، رجلًا فنادَى رسولَ الله صلَّى اللهُ عليه وسلَّم"؛ وذلك لكثرةِ أعدادِ الناسِ في حَجِّهم مع النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: "كيفَ الحَجُّ؟ فأمَر رسولُ الله صلَّى اللهُ عليه وسلَّم رجلًا فنادَى: الحَجُّ الحَجُّ يومُ عَرَفَةَ"، أي: وهذا توكيدٌ وتعظيمٌ لشأنِ الوُقوفِ بِعَرَفَةَ، وأنَّه الرُّكنُ الأعظمُ في الحَجِّ؛ "مَن جاء"، أي: إلى عَرَفَةَ "قبلَ صلاةِ الصُّبْحِ مِن ليلةِ جَمْعٍ"، أي: مِن المُزْدَلِفَةِ، "فَتَمَّ"، أي: كَمُلَ وصَحَّ "حَجُّه"
ثُمَّ قال صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: "أيَّامُ مِنًى ثلاثةٌ"، أي: أيَّامُ التَّشرِيقِ الَّتِي يَرمِي فيها الحاجُّ الجِمَارَ ثلاثةٌ، وهي: الحادِي عَشَرَ، والثَّانِي عَشَرَ، والثَّالِثَ عَشَرَ، ومِنًى: وادٍ قُربَ الحَرَمِ المَكِّيِّ، يَنزِلُه الحُجَّاجُ لِيَرْمُوا فيه الجِمَارَ، "فمَن تعجَّل في يومَيْن"، أي: اسْتَعْجَلَ في رَمْيِ الجِمَارِ لِيَخرُجَ مِن مِنًى، فيكونُ رَمْيُه في اليومَيْن الحادِي عَشَرَ والثانِي عَشَرَ، "فلا إِثْمَ عليه"، أي: أنَّ في الأمرِ سَعَةً، ولا ذَنبَ عليه، "ومَن تأخَّر"، أي: مَن جعَل رميَ الجِمار في اليومِ الثالِثَ عَشَرَ، وأخَّر خروجَه مِن مِنًى إلى ذلك اليوم، "فلا إِثْمَ عليه"، أي: لا ذَنبَ ولا حَرَج عليه في ذلك
قال عبدُ الرَّحمنِ: "ثُمَّ أَرْدَفَ"، أي: النَّبِيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم "رَجُلًا خلفَه"، أي: على الدَّابَّةِ، "فجَعَل يُنادِي بذلك"، أي: بما قاله النَّبِيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم؛ لِيَسمَعَ باقِي الحَجِيجِ