حديث عبد الله بن سرجس7
مسند احمد
حدثنا محمد بن جعفر، حدثنا شعبة، عن عاصم الأحول، عن عبد الله بن سرجس، قال: أقيمت الصلاة، صلاة الصبح، فرأى رسول الله صلى الله عليه وسلم رجلا يصلي ركعتي الفجر، فقال له: " بأي صلاتيك احتسبت، بصلاتك وحدك، أو صلاتك التي صليت معنا؟ "
الصَّلاةُ في المسجِدِ في الجَماعةِ شأنُها عَظيمٌ، ولها أحْكامٌ خاصَّةٌ بها؛ فإذا أُقِيمَت صَلاةُ الجماعةِ فلا ابْتداءَ لِصَلاةٍ غيْرِها، وإنَّما يَدخُلُ المسلمُ في الصَّلاةِ الَّتي أُقِيمتْ، وهذا هو أمرُ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ وهَدْيُه.
وفي هذا الحَديثِ يَرْوي عبدُ اللهِ بنُ سَرجِسَ رَضيَ اللهُ عنه أنَّه دخَلَ رجُلٌ المسجدَ، ورَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يُصلِّي بأصْحابِه «صلاةَ الغَداةِ»، وهي صَلاةُ الفَجرِ، فصلَّى الرَّجُلُ ركعَتَينِ سُنَّةَ الفَجرِ مُنفردًا في جانبِ المسجِدِ، قبلَ أنْ يدخُلَ معَ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ في صَلاةِ الجَماعةِ، ثُمَّ دخَلَ معَ رَسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ في الجماعةِ، فلمَّا سلَّمَ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ ناداه: يا فُلانُ، وسألَه: بأيِّ الصَّلاتَينِ احتَسَبْتَ صَلاتَكَ للفَريضةِ، «أَبِصلاتِكَ وحْدَكَ، أم بِصَلاتِكَ معَنا؟!» فأيُّهما جعَلْتَها الفريضةَ وأيُّهما جعَلْتَها النَّافلةَ؟! وهذا زَجْرٌ وتَوبِيخٌ مِنَ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ على صلاتِه النَّافلةَ والإمامُ في الفريضةِ، ولكنْ ليس فيه إبْطالُ إحْدى الصَّلاتَينِ.
وفي الحَديثِ: دليلٌ على أنَّه لا يُصلِّي بعدَ الإقامةِ نافلةً، وإنْ كان يُدرِكُ الصَّلاةَ معَ الإمامِ.