حديث عقبة بن عامر الجهني عن النبي صلى الله عليه وسلم 89
مستند احمد
وقال: " إن الله عز وجل يدخل بالسهم الواحد الجنة ثلاثة: صانعه، والممد به، والرامي به في سبيل الله "
قوله : ( ليدخل بالسهم الواحد ) أي بسبب رميه على الكفار ( ثلاثة ) وفي رواية " ثلاثة نفر " ( صانعه ) بدل بعض من ثلاثة ( يحتسب ) أي حال كونه يطلب ( في صنعته ) أي لذلك السهم ( الخير ) أي الثواب ( والرامي به ) أي كذلك محتسبا ، وكذا قوله : ( والممد به ) من الإمداد ، قال في المجمع : الممد به أي من يقوم عند الرامي وله فينا سهما بعد سهم أو يرد عليه النبل من الهدف من أمددته بكذا إذا أعطيته إياه ( ارموا واركبوا ) أي لا تقتصروا على الرمي ماشيا واجمعوا بين الرمي والركوب ، أو المعنى اعلموا هذه الفضيلة وتعلموا الرمي والركوب بتأديب الفرس والتمرين عليه كما يشير إليه آخر الحديث ، وقال الطيبي : عطف واركبوا يدل على المغايرة وأن الرامي يكون راجلا والراكب رامحا ، فيكون معنى قوله : ( ولأن ترموا أحب إلي من أن تركبوا ) أن الرمي بالسهم أحب إلي من الطعن بالرمح انتهى كلام الطيبي . وقال القاري : والأظهر أن معناه أن معالجة الرمي وتعلمه أفضل من تأديب الفرس وتمرين ركوبه لما فيه من الخيلاء والكبرياء ، ولما في الرمي من النفع العام ، ولذا قدمه تعالى في قوله : وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة ومن رباط الخيل مع أنه لا دلالة في الحديث على الرمح أصلا انتهى كلام القاري ( كل ما يلهو به الرجل المسلم ) أي يشتغل ويلعب به ( باطل ) لا ثواب له ( إلا رميه بقوس ) احتراف عن رميه بالحجر والخشب ( وتأديبه فرسه ) أي تعليمه إياه بالركض والجولان على نية الغزو ( وملاعبته أهله ، فإنهن من الحق ) أي ليس من اللهو الباطل فيترتب عليه الثواب الكامل
قال القاري : وفي معناها كل ما يعين على الحق من العلم والعمل إذا كان من الأمور المباحة كالمسابقة بالرجل والخيل والإبل والتمشية للتنزه على قصد تقوية البدن وتطرية الدماغ ، ومنها السماع إذا لم يكن بالآلات المطربة المحرمة انتهى كلام القاري