حديث عمرو بن حريث 5
مستند احمد
حدثنا محمد بن عبيد، حدثنا مسعر، عن الوليد بن سريع، عن عمرو بن حريث قال: " سمعت النبي صلى الله عليه وسلم قرأ في الفجر: والليل إذا عسعس "
كان الصَّحابةُ يَتعلَّمون من أفعالِ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، وكانوا يُلاحِظونَه في كلِّ أحوالِه، فيَستنُّون بهَديِه، وخاصَّةً في العباداتِ، ويَنقُلون عنه كلَّ التَّفاصيلِ؛ حتَّى يُعلِّموا مَن بعدَهم
وفي هذا الحَديثِ يُخبِرُ عَمرُو بنُ الحارثِ رَضيَ اللهُ عنه بما كانَ من تَخفيفٍ في قِراءةِ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ في صَلاةِ الفجرِ؛ فأخبَرَ أنَّه سَمِعَ النَّبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يَقرَأُ في صَلاةِ الفجرِ سُورةَ التَّكويرِ، المُشتمِلةَ على هذه الآيةِ: {وَاللِّيلِ إِذَا عَسْعَسَ} [التكوير: 17]، يوضِّحُ ذلك روايةُ النَّسائيِّ: «سَمِعْتُ النَّبِيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يَقْرَأُ في الفَجْرِ {إِذَا الشَّمْسُ كُوِّرَتْ}»، ومَعنى {عَسْعَسَ}: أدبَرَ، وقيلَ: إذا أقبَلَ ظَلامُه.
ومَجموعُ الأحاديثِ التي فيها قِراءةُ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ في الفجرِ تُبيِّن أنَّه صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ ربَّما كان يُطيلُ القراءةَ أحيانًا، ويُخفِّفُ القِراءةَ أحيانًا، وأحيانًا يَتوسَّطُ التَّطويلَ والتَّخفيفَ