حديث عمرو بن سلمة3
مسند احمد
حدثنا علي بن عاصم، حدثنا خالد الحذاء، عن أبي قلابة، عن عمرو بن سلمة، قال: كانوا يأتونا الركبان من قبل رسول الله صلى الله عليه وسلم، فنستقرئهم، فيحدثونا أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " ليؤمكم أكثركم قرآنا "
كان النَّبِيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم تأتيه الوُفودُ والقبائلُ لِيُعلِنوا إسلامَهم، ويَأخُذوا مِن تعاليمِه صلَّى اللهُ عليه وسلَّم، ومِن ذلك ما يُخبِر به عَمْرُو بنُ سَلِمَةَ عن أَبِيه رضِيَ اللهُ عنه: أنَّهم وَفَدوا إلى النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم، وذلك أنَّهم كانوا مِن قَبيلةِ جَرْمٍ، "فلمَّا أرادوا أن يَنصرِفوا"، أي: يَرجِعوا إلى مَنازلِهم، قال الوفد: "يا رسولَ الله، مَن يَؤُمُّنا؟"، أي: يكونُ إمامَنا في الصَّلاة، فقال لهم النَّبِيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: "أكثرُكم جَمْعًا للقُرآنِ، أو أخذًا للقرآن"، أي: مَن كان أكثرَ حِفظًا للقرآنِ في قومِكم، قال عَمْرُو بنُ سَلِمَةُ: "فلم يَكُنْ أحدٌ مِن القومِ جَمَع ما جمعتُه"، أي: يحفظ مِن القرآنِ أكثرَ مِمَّا أَحفَظُ، قال: "فقدَّموني وأنا غُلام، وعَلَيَّ شَمْلَةٌ لي"، أي: جَعَلوني إمامَهم وأنا صَبِيٌّ صغيرٌ، والشَّمْلَةُ: نوعٌ مِن الثِّيابِ يَكسُو الجَسدَ كلَّه، "فما شَهِدتُ مَجْمَعًا مِن جَرْمٍ"، أي: لا تكونُ جماعةٌ للصَّلاة مِن قبيلةِ جَرْمٍ وأنا حاضِرٌ "إلَّا كنتُ إمامَهم، وكنتُ أُصلِّي"، أي: وكنتُ أيضًا إمامَهم في الصَّلاةِ "على جَنائِزِهم إلى يَومِي هذا"؛ وذلك لِمَا يَحفَظُه مِن القرآنِ.
وهذِه الرِّوايةُ مُختلَفٌ فيها؛ فرِوايةُ أبي داودَ هنا: عن عَمرِو بنِ سَلِمةَ عن أَبِيه، وفي رِواياتٍ أخرى لم يقُل: عن أبيه، وإنَّما ذَكَر الرِّوايةَ عن نَفْسِه، والذي في صحيحِ البُخاريِّ أنَّها عنه لا عن أبيه.
وفي الحديثِ: إمامةُ الصَّغيرِ الحافِظِ في الصَّلاةِ.
وفيه: بيانُ أنَّ القُرآنَ يَرفعُ قَدْرَ صاحبِه.