حديث مجمع بن جارية
مستند احمد
حدثنا عبد الرزاق، حدثنا معمر، عن الزهري، عن عبيد الله بن عبد الله بن ثعلبة الأنصاري، عن عبد الرحمن بن زيد الأنصاري، عن مجمع بن جارية، قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «يقتل ابن مريم الدجال بباب لد» أو «إلى جانب لد»
ما مِن نبيٍّ إلَّا حذَّرَ أُمَّتَه الدَّجَّالَ؛ فهو أعظَمُ فِتنةٍ ستَمُرُّ على البشريَّةِ، فمَن أدرَكَها ثمَّ حُفِظ منها، فهو الموفَّقُ مِن اللهِ سبحانَه وتعالى
وفي هذا الحديثِ يقولُ الرَّسولُ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: "إنَّه إذا خرَجَ مسيحُ الضَّلالةِ" وهو الدَّجَّالُ الذي يُضِلُّ الناسَ عن الحقِّ؛ وهو المموِّه الذي يَقلِبُ الحقائقَ بإذنِ اللهِ عزَّ وجلَّ، "الأعوَرُ" ذو العينِ الواحدةِ، والأُخرى مُنطَفِئةٌ بارزةٌ كأنَّها عِنَبةٌ ولا تَرى، وهو "الكذَّابُ" في كلِّ أقوالِه وأفعالِه، ويَدورُ الأرضَ في أربعينَ يومًا، وبعدَ ذلك يَنزِلُ عيسى بنُ مريمَ على المنارةِ البيضاءِ شرقيَّ دِمَشقَ، وفي روايةٍ: "بالأردنِّ"، وفي رواية أخرى "بعسكر المسلِمين"، ولا تَنافِي بينها؛ لأنَّ عَسكرَهم بالأردنِّ ودِمشقَ وبيتِ المقدِس من ذلك، "بينَ مَهْرُودَتَيْنِ" يعني لابسًا ثَوْبَيْنِ مَصْبُوغَيْنِ بِوَرْسٍ ثُمَّ بِزَعْفَرَانٍ، وقيل: هما شُقَّتانِ، والشُّقَّةُ نصفُ المُلاءةِ، "واضعًا يدَيْه على مَنكِبَيْ ملَكينِ" يَحمِلانِه ويَنزِلانِ به، "فإذا رآهُ الدَّجَّالُ انماعَ" بمعنى: ذابَ "كما يَنماعُ المِلحُ في الماءِ"؛ خوفًا مِن عيسى بنِ مريمَ؛ لأنَّه يَعلَمُ أنَّ نهايتَه على يدَيْه، "فيُدرِكُه" عيسى عليه السلامُ، "فيقتُلُه بالحَرْبةِ عندَ بابِ لُدٍّ الشرقيِّ على بضعَ عشْرةَ خطواتٍ منه"، ولُدٌّ اسمُ موضعٍ بالشامِ، أو قَرْيةٌ في فِلَسْطِينَ قريبةٌ مِن بيتِ المَقدِسِ