حقوق الرعاة والرعية

بطاقات دعوية

حقوق الرعاة والرعية

قال صلى الله عليه وسلم في الحديث المشهور في السنن من رواية فقيهي الصحابة : عبد الله بن مسعود ، وزيد بن ثابت

{ ثلاث لا يغل عليهن قلب مسلم إخلاص العمل لله ، ومناصحة ولاة الأمر ولزوم جماعة المسلمين ؛ فإن دعوتهم تحيط من ورائهم }

وفي حديث أبي هريرة المحفوظ : { إن الله يرضى لكم ثلاثا : أن تعبدوه ولا تشركوا به شيئا ، وأن تعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا ، وأن تناصحوا من ولاه الله أمركم } .

فقد جمع في هذه الأحاديث بين الخصال الثلاث ؛ إخلاص العمل لله ومناصحة أولي الأمر ولزوم جماعة المسلمين ، وهذه الثلاث تجمع أصول الدين وقواعده وتجمع الحقوق التي لله ولعباده، وتنتظم مصالح الدنيا والآخرة .

وبيان ذلك أن الحقوق قسمان :

-     حق لله وحق لعباده ،

فحق الله أن نعبده ولا نشرك به شيئا ، كما جاء لفظه في أحد الحديثين ؛ وهذا معنى إخلاص العمل لله ، كما جاء في الحديث الآخر .

-    وحقوق العباد قسمان : خاص وعام ؛

أما الخاص فمثل بر كل إنسان والديه ، وحق زوجته وجاره ؛ فهذه من فروع الدين ؛ لأن المكلف قد يخلو عن وجوبها عليه ؛ ولأن مصلحتها خاصة فردية .

وأما الحقوق العامة فالناس نوعان : رعاة ورعية ؛

فحقوق الرعاة مناصحتهم ؛

وحقوق الرعية لزوم جماعتهم ؛ فإن مصلحتهم لا تتم إلا باجتماعهم ،

وهم لا يجتمعون على ضلالة ؛ بل مصلحة دينهم ودنياهم في اجتماعهم واعتصامهم بحبل الله جميعا ؛ فهذه الخصال تجمع أصول الدين .

وقد جاءت مفسرة في الحديث الذي رواه مسلم عن تميم الداري قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم { الدين النصيحة الدين النصيحة الدين النصيحة قالوا : لمن يا رسول الله ؟ قال : لله ولكتابه ولرسوله ولأئمة المسلمين وعامتهم } .

فالنصيحة لله ولكتابه ولرسوله تدخل في حق الله وعبادته وحده لا شريك له ،

والنصيحة لأئمة المسلمين وعامتهم هي مناصحة ولاة الأمر ولزوم جماعتهم ،

فإن لزوم جماعتهم هي نصيحتهم العامة ،

وأما النصيحة الخاصة لكل واحد منهم بعينه ، فهذه يمكن بعضها ويتعذر استيعابها على سبيل التعيين .