ليست الأخرى على شيء

بطاقات دعوية

ليست الأخرى على شيء

نجد المتفقه المتمسك من الدين بالأعمال الظاهرة، والمتصوف المتمسك منه بأعمال باطنة كل منهما ينفي طريقة الآخر ويدعي أنه ليس من أهل الدين ، أو يعرض عنه إعراض من لا يعده من الدين ؛ فتقع بينهما العداوة والبغضاء . وذلك :

 أن الله أمر بطهارة القلب ، وأمر بطهارة البدن ، وكلا الطهارتين من الدين الذي أمر الله به وأوجبه؛

↓   ↓    ↓   ↓   ↓

قال تعالى : { ما يريد الله ليجعل عليكم من حرج ولكن يريد ليطهركم وليتم نعمته عليكم }

وقال : { فيه رجال يحبون أن يتطهروا والله يحب المطهرين }

وقال : { إن الله يحب التوابين ويحب المتطهرين }

======

وقال : { خذ من أموالهم صدقة تطهرهم وتزكيهم بها }

وقال : { أولئك الذين لم يرد الله أن يطهر قلوبهم }

وقال : { إنما المشركون نجس }

وقال : { إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا }

====

 فنجد كثيًرا من المتفقهة والمتعبدة ، إنما همته طهارة البدن فقط ، ويزيد فيها على المشروع اهتماما وعملا ، ويترك من طهارة القلب ما أمر به ؛ إيجابًا ، أو استحبابًا ، ولا يفهم من الطهارة إلا ذلك .

ونجد كثيرًا من المتصوفة والمتفقرة ، إنما همته طهارة القلب فقط ؛ حتى يزيد فيها على المشروع اهتماما وعملا ؛ ويترك من طهارة البدن ما أمر به إيجابًا ، أو استحبابًا .

فالأولون يخرجون إلى الوسوسة المذمومة في كثرة صب الماء ، وتنجيس ما ليس بنجس ، واجتناب ما لا يشرع اجتنابه مع اشتمال قلوبهم على أنواع من الحسد والكبر والغل لإخوانهم ، وفي ذلك مشابهة بينة لليهود .

والآخرون يخرجون إلى الغفلة المذمومة ، فيبالغون في سلامة الباطن حتى يجعلون الجهل بما تجب معرفته من الشر - الذي يجب اتقاؤه - من سلامة الباطن ، ولا يفرقون بين سلامة الباطن من إرادة الشر المنهي عنه ، وبين سلامة القلب من معرفة الشر المعرفة المأمور بها ثم مع هذا الجهل والغفلة قد لا يجتنبون النجاسات ، ويقيمون الطهارة الواجبة مضاهاة للنصارى.

 

فيبقى فيهم شبه من الأمتين اللتين قالت كل واحدة :

ليست الأخرى على شيء

وتقع العداوة بين الطائفتين بسبب ترك حظ مما ذكروا به.