ذكر الفضل في الطواف بالبيت
سنن النسائي
أنبأنا قتيبة، قال: حدثنا حماد، عن عطاء، عن عبد الله بن عبيد بن عمير، أن رجلا قال: يا أبا عبد الرحمن ما أراك تستلم إلا هذين الركنين؟ قال: إني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: " إن مسحهما: يحطان الخطيئة " وسمعته يقول: «من طاف سبعا، فهو كعدل رقبة»
لزِيارَةِ بيتِ اللهِ الحرامِ وأداءِ مناسِكِ العُمرةِ أو الحَجِّ- كالطَّوافِ واستِلامِ الحجَرِ الأسودِ، والرُّكنِ اليَماني، وغيرِ ذلك-: فضْلٌ عَظيمٌ، وأجرٌ كَبيرٌ مِن اللهِ تعالى
وهذا الحديثُ جزءٌ من حَديثٍ يُخبِرُ فيه عبدُ اللهِ بنُ عُبَيدِ بنِ عُمَيرٍ: "أنَّ رجلًا"، وفي روايةٍ: "أنَّه سمِعَ أباه يَقولُ لابنِ عُمرَ: يا أبا عبدِ الرَّحمنِ"، وتلك كُنيَةُ عبدِ اللهِ بنِ عُمرَ رَضِي اللهُ عَنهما، "ما أَراك تَستلِمُ إلَّا هذَين الرُّكنَين؟ "، أي: ما سبَبُ حِرصِكِ وأنت في طَوافِك على استِلامِ الحجَرِ الأسوَدِ، والرُّكنِ اليَماني؟ والمرادُ باستِلامِهما: مَسْحُهما، والمرادُ بالرُّكنِ اليَماني: هو الرُّكنُ الَّذي في جِهةِ اليَمَنِ، ويُطلَقُ على الرُّكنين الآخرَين: الرُّكنُ الشَّاميُّ والرُّكنُ العِراقيُّ، فقال عبدُ اللهِ بنُ عُمرَ رَضِي اللهُ عَنهما: "إنِّي سمِعتُ رَسولَ اللهِ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم يقولُ: إنَّ مَسْحَهما"، أي: الرُّكنين، "يَحُطَّان الخَطيئةَ"، أي: فيها مَغفرةٌ للذُّنوبِ، والمَسحُ والاستِلامُ لِمَن استطاعَ الوُصولَ إليهما، أمَّا في الزِّحامِ فقد أمَر النَّبيُّ عليه الصَّلاةُ والسَّلامُ بعدَمِ المزاحَمةِ على الحجَرِ الأسوَدِ، ويَكفي في ذلك الإشارةُ باليَدِ، والأَجرُ ثابِتٌ إنْ شاء اللهُ. قال ابنُ عُمرَ: "وسَمِعتُه يَقولُ"، أي: النَّبيَّ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم: "مَن طاف"، أي: بالبيتِ، "سَبعًا"، أي: سَبعةَ أَشواطٍ، "فهو كعِدْلِ رقَبَةٍ"، أي: كان أجرُه وثوابُه كمَن أَعتَق وحرَّر إنسانًا مِن الرِّقِّ، وتُطلَقُ الرَّقبَةُ على المَملوكِ ذَكرًا كان أو أُنثى
وفي الحديثِ: بيانُ فَضلِ المسحِ على الرُّكنين والطَّوافِ بالبَيتِ
وفيه: فَضلُ عِتقِ العَبيدِ