طواف القارن 2
سنن النسائي
أخبرنا علي بن ميمون الرقي، قال: حدثنا سفيان، عن أيوب السختياني، وأيوب بن موسى، وإسمعيل بن أمية، وعبيد الله بن عمر، عن نافع، قال: خرج عبد الله بن عمر فلما أتى ذا الحليفة، أهل بالعمرة، فسار قليلا، فخشي أن يصد عن البيت فقال: «إن صددت، صنعت كما صنع رسول الله صلى الله عليه وسلم»، قال: «والله ما سبيل الحج إلا سبيل العمرة، أشهدكم أني قد أوجبت مع عمرتي حجا» فسار حتى أتى قديدا فاشترى منها هديا، ثم قدم مكة، فطاف بالبيت سبعا، وبين الصفا والمروة، وقال: «هكذا رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم فعل»
الحجُّ هو الرُّكنُ الخامسُ مِن أركانِ الإسلامِ، وقد بيَّن رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ مَناسِكَ الحجِّ بأقوالِه وأفعالِه، ونَقَلَها لنا الصَّحابةُ الكِرامُ رَضيَ اللهُ عنهم كما تَعلَّموها منه صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ
وفي هذا الأثرِ يَرْوي نافِعٌ مَولى ابنِ عمَرَ أنَّ عَبدَ اللهِ بنَ عُمَرَ رَضيَ اللهُ عنهما كان يَطوفُ حَولَ الكَعبةِ طَوافًا واحِدًا لِلإفاضةِ -ويُسمَّى أيضًا طَوافَ الزِّيارةِ؛ لأنَّ الحاجَّ يَأتي مِن مِنًى لزِيارةِ البَيتِ، ولا يُقيمُ بمكَّةَ، بلْ يَرجِعُ لِيَبيتَ بمِنًى- في يومِ النَّحرِ يومِ العاشرِ مِن ذي الحجَّةِ، ثمَّ يَقيلُ بمَكَّةَ، والقَيْلولةُ: هي الاستِراحةُ نِصفَ النَّهارِ، وإنْ لم يَكُنْ مَعها نَومٌ. ثمَّ يَرجِعُ إلى مِنًى ثانيةً في وَقْتِ الظُّهرِ؛ لأنَّ النَّهارَ كانَ طَويلًا، ومِنًى: وادٍ قُربَ الحَرَمِ المَكِّيِّ، يَنزِلُه الحُجَّاجُ لِيَبيتوا فيه يومَ التَّرويةِ وأيَّامَ التَّشريقِ، ويَرْموا فيه الجِمارَ
وفي صَحيحِ مُسلِمٍ عن ابنِ عُمَرَ رَضيَ اللهُ عنهما: «أنَّ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ أفاض يومَ النَّحرِ، ثمَّ رَجَعَ فصلَّى الظُّهرَ بمِنًى»، فكان ابنُ عمَرَ رَضيَ اللهُ عنهما يَنتظِرُ بقَيلولتِه الوقتَ الذي رَجَعَ فيه النبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ إلى مِنًى؛ وذلك أنَّ ابنَ عمَرَ رَضيَ اللهُ عنهما كان شَغوفًا بمُتابَعةِ النبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ في جَميعِ أعمالِه في السَّفَرِ والحضَرِ
وفي الحَديثِ: مَشروعيَّةُ أداءِ طَوافِ الإفاضةِ يومَ النَّحرِ نهارًا