علف الخيل
سنن النسائي
قال: الحارث بن مسكين قراءة عليه وأنا أسمع، عن ابن وهب، حدثني طلحة بن أبي سعيد، أن سعيدا المقبري حدثه، عن أبي هريرة، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال: «من احتبس فرسا في سبيل الله إيمانا بالله وتصديقا لوعد الله كان شبعه وريه وبوله وروثه حسنات في ميزانه»
الجِهادُ في سَبيلِ اللهِ هو ذِرْوةُ سَنامِ الإسلامِ، وفيه تُبذَلُ الأمْوالُ والأنْفُسُ، وقد جَعَلَ اللهُ الخَيلَ رَمزًا لِلعَتادِ والقُوَّةِ في الحُروبِ والجِهادِ، والتي إذا أعَدَّها صاحِبُها لِمِثلِ هذا المَقامِ، نالَ بها خيرًا كثيرًا في الدُّنيا والآخِرةِ
وفي هذا الحَديثِ بَيَّنَ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ فَضْلَ مَن أوقَفَ شَيئًا على الجِهادِ في سَبيلِ اللهِ؛ فقال: «مَنِ احتَبَسَ فَرَسًا في سَبيلِ اللهِ»، أي: جَعَلَه وَقْفًا لِلجِهادِ والدِّفاعِ عنِ المُسلِمينَ، إيمانًا باللهِ، وتَصديقًا بالثَّوابِ المُرتَّبِ على هذا الوَقفِ؛ فإنْ وَقَفَ المُسلِمُ فَرَسًا بهذه النِّيَّةِ كان طَعامُ الفَرَسِ وماؤُه الذي يَشرَبُه، حتَّى رَوْثُه وبَولُه، ثَوابًا له، ويَكونُ هذا الثَّوابُ في مِيزانِه يَومَ القيامةِ
وفي الحَديثِ: سَعةُ فَضلِ اللهِ تعالَى على عِبادِه
وفيه: الحَثُّ على الجِهادِ في سَبيلِ اللهِ عَزَّ وجَلَّ والتَّرغيبُ فيه