فضل الروحة في سبيل الله عز وجل 1
سنن النسائي
أخبرنا محمد بن عبد الله بن يزيد، قال: حدثنا أبي، قال: حدثنا سعيد بن أبي أيوب، قال: حدثني شرحبيل بن شريك المعافري، عن أبي عبد الرحمن الحبلي، أنه سمع أبا أيوب الأنصاري، يقول: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «غدوة في سبيل الله أو روحة خير مما طلعت عليه الشمس وغربت»
مِن المُبشِّراتِ ما كان يَذكُرُه النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم لأُمَّتِه مِن نَعيمِ الجنَّةِ وما أعَدَّه اللهُ للصَّالحينَ، وهذا مِن تَثبيتِ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم لأُمَّتِه لمَن خاف اللهَ واتَّقاهُ وعمِلَ الصَّالحاتِ
وفي هذا الحَديثِ يُخبِرُنا النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم أنَّ فِي الجَنَّةِ شَجَرَةً -قيل: هي طُوبى، أو سِدْرةُ المُنْتهى، أو شَجرةُ الخُلْدِ- يَسِيرُ الراكبُ في ظِلِّها، أي: يَمْشي الرَّاكبُ برَكوبَتِه في ذُراها ونَعيمها وناحيتِها. وفي الصَّحيحينِ من حديثِ أبي سَعيدٍ الخُدْريِّ رَضِيَ اللهُ عنه: «يسيرُ الرَّاكِبُ الجَوَادَ» وهو الفَرَسُ السَّرِيعُ، «المُضَمَّرَ» أي: القَوِيَّ، وإضمارُ الخَيلِ: عَلفُها حتَّى سَمِنتْ وقَوِيَتْ، ثمَّ قُلِّلَ علفُها بقَدْرِ القُوتِ وأُدخِلتْ بيتًا وغُشِّيَتْ بالأغطِيَةِ، حتَّى حمِيتْ وعَرِقتْ، فإذا جَفَّ عرَقُها خفَّ لَحْمُها وقَوِيتْ على الجريِ، «مِائَةَ عامٍ لا يَقْطَعُها»، أي: لا يصِلُ إلى نِهايتِها مع سَيرِه هذه المدَّةِ؛ مُبالغةً في امتدادِ ظِلِّها
وفي الحَديثِ: بَيانُ سَعَةِ الجنَّةِ وعِظَمِ خَلْقِها