فَلْيَنْظُرِ الْإِنْسَانُ مِمَّ خُلِقَ

بطاقات دعوية

فَلْيَنْظُرِ الْإِنْسَانُ مِمَّ خُلِقَ

(فَلْيَنْظُرِ الْإِنْسانُ مِمَّ خُلِقَ  خُلِقَ مِنْ ماءٍ دافِقٍ  يَخْرُجُ مِنْ بَيْنِ الصُّلْبِ وَالتَّرائِبِ) (الطارق 5-7)


قال الزجاج: قال أهل اللغة أجمعون: التربة، موضع القلادة من الصدر، والجمع: ترائب.


وقال أبو عبيدة: الترائب معلق الحلق من الصدر، وهو قول جميع أهل اللغة،

وقال عطاء عن ابن عباس رضي الله عنهما. يريد صلب الرجل وترائب المرأة. وهو موضع قلادتها، وهو قول الكلبي ومقاتل وسفيان وجمهور أهل التفسير وهو المطابق لهذه الأحاديث، وبذلك أجرى الله العادة في إيجاد ما يوجده من أصلين، كالحيوان والنبات وغيرهما من المخلوقات.
فالحيوان ينعقد من ماء الذكر وماء الأنثى، كما ينعقد النبات من الماء والتراب والهواء.

ولهذا قال تعالى: بَدِيعُ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ أَنَّى يَكُونُ لَهُ وَلَدٌ وَلَمْ تَكُنْ لَهُ صاحِبَةٌ؟ فإن الولد لا يكون إلا من بين الذكر وصاحبته.

ولا ينقض هذا بآدم وحواء أبوينا، ولا بالمسيح، فإن الله سبحانه خلط تراب آدم بالماء حتى صار طينا، ثم أرسل الله الهواء والشمس عليه حتى صار كالفخار، ثم نفخ فيه الروح، وكانت حواء مستلّة منه، وجزءا من أجزائه.
والمسيح خلق من ماء مريم، ونفخ الملك. فكانت النفخة له كالأب لغيره.