كفن النبي صلى الله عليه وسلم 3
سنن النسائي
أخبرنا قتيبة، قال: حدثنا حفص، عن هشام، عن أبيه، عن عائشة قالت: «كفن رسول الله صلى الله عليه وسلم في ثلاثة أثواب بيض يمانية كرسف ليس فيها قميص، ولا عمامة»، فذكر لعائشة قولهم في ثوبين وبرد من حبرة، فقالت: قد أتي بالبرد ولكنهم ردوه ولم يكفنوه فيه
إكرامُ الميِّتِ في حُسنِ غَسْلِه وكفَنِه وسائرِ الأُمورِ المُتعلِّقةِ بذلك من الأفعالِ الحَسَنةِ من شَعائرِ الإسلامِ
وفي هذا الحديثِ يُخبِرُ عُروةُ بنُ الزُّبيرِ أنَّ عائشةَ رضِيَ اللهُ عنها قالت: "كُفِّنَ رسولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ في ثلاثةِ أثوابٍ بيضٍ يَمانيةٍ كُرْسُفٍ"، أي: مَنسوجةٍ من القُطنِ، "ليس فيها قميصٌ" وهو ما يُلْبَسُ على هيئةِ البدنِ، "ولا عِمامةٌ" وهو ما يُلْبَسُ على الرَّأسِ، قال عُروةُ: "فذُكِرَ لعائشةَ قولُهم"، أي: ذُكِرَ لها قولُ النَّاسِ بأنَّه صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ كُفِّنَ "في ثَوبينِ وبُرْدٍ من حِبَرَةٍ"، والحِبرةُ: ثيابٌ تُصنَعُ في اليمنِ، وفيها خُطوطٌ، فقالت: "قد أُتِيَ بالبُرْدِ، ولكنَّهم رَدُّوه، ولم يُكفِّنوه فيه"، والبُرْدُ جمْعُ بُردةٍ، وهي نوعٌ من الثِّيابِ مثْلُ العباءةِ المُخطَّطةِ، وقيل: كِساءٌ أسودُ مُربَّعٌ، فيه صِورٌ، تلبَسُه الأعرابُ، وقيل: كِساءٌ يُلتحَفُ به، وقيل: ثوبٌ من الصُّوفِ وله هُدْبٌ
وقد مات النَّبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ في بيتِ أمِّ المُؤمنِينَ عائشةَ رضِيَ اللهُ عنها ورأتْ ما كُفِّنَ فيه النَّبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ
وفي الحديثِ: بَيانُ عدَدِ ما كُفِّنَ فيه النَّبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ ونوعِه
وفيه: أنَّ الميِّتَ لا يُكفَّنُ فيما هو مُفصلٌ على جسَدِه من قَميصٍ وعِمامةٍ