ما ذكر في منى
سنن النسائي
أخبرنا محمد بن حاتم بن نعيم، قال: أنبأنا سويد، قال: أنبأنا عبد الله، عن عبد الوارث ثقة قال: حدثنا حميد الأعرج، عن محمد بن إبراهيم التيمي، عن رجل منهم يقال له: عبد الرحمن بن معاذ، قال: خطبنا رسول الله صلى الله عليه وسلم بمنى، ففتح الله أسماعنا حتى إن كنا لنسمع ما يقول ونحن في منازلنا، فطفق النبي صلى الله عليه وسلم، يعلمهم مناسكهم حتى بلغ الجمار فقال: «بحصى الخذف» وأمر المهاجرين أن ينزلوا في مقدم المسجد، وأمر الأنصار أن ينزلوا في مؤخر المسجد
مِنًى وادٍ قُربَ الحَرَمِ المَكِّيِّ، يَنزِله الحُجَّاجُ لِيَرْمُوا فيه الجِمَارَ
وهذا الحديثُ يقولُ فيه عبدُ الرحمنِ بنُ مُعاذٍ التَّيْمِيُّ رضِيَ اللهُ عنه: "خَطَبنا رسولُ الله صلَّى اللهُ عليه وسلَّم ونحن بِمِنًى"، أي: في حِجَّة الوَداع، "ففُتِحت أسماعُنا"، أي: قَوِيَتْ، "حتَّى كُنَّا نَسمعُ ما يقولُ ونحن في مَنازلِنا"، أي: في الأماكنِ الَّتِي نزَلْنا بها ونَبِيتُ فيها، "فطَفِق يعلِّمهم مَناسِكَهم"، أي: شرَع في شرحِ مناسك الحجِّ وتعريفِهم إيَّاها، "حتَّى بلَغ الجِمَار"، أي: حتَّى بلَغ في شرحِه للمَناسِكِ رَمْيَ الجِمارِ، وهي الأحجارُ الَّتِي تُرمَى بها الجَمَراتُ، "فوَضَع"، أي: النَّبِيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم "إصْبَعَيْه السَّبَّابَتَيْنِ" قيل: إنَّه وضَعَمها في أُذنَيْه ليكونَ أبلغَ في السَّماعِ، ثُمَّ قال النَّبِيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: "بِحَصَى الخَذْفِ"، أي: إنَّ رَمْيَ الجِمارِ يكونُ بِحجمِ حَصَى الخَذْفِ، وهو ما يكون في حجمِ أُنْمُلَةِ الإِصبَع أو أقلَّ منه، "ثُمَّ أمَر النَّبِيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم المهاجرين فنَزَلوا"، أي: جَعَلوا رِحالَهم "في مُقدَّم المسجدِ"، أي: في الجهةِ الأماميَّةِ للمسجدِ، وهو مَسجِدُ الخَيْفِ الَّذِي بِمِنًى، "وأمَر" النَّبِيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم "الأنصارَ فنَزَلوا"، أي: جعَلوا رحالَهم "مِن وراءِ المسجد"، أي: في الجهةِ الخلفيَّةِ منه، "ثُمَّ نزَل الناس"، أي: مِن غيرِ المهاجرين والأنصار "بعدَ ذلك"، أي: نزَل باقِي الناسِ بينَهم أو حولَهم