محاضرة 25

بطاقات دعوية

إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره،ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له،ومن يضلل فلا هادي له، وأشهدُ أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهدُ أن محمدًا عبده ورسوله.

 هذه المحاضرة هى الخامسة والعشرون من علم العقيدة ، وذكرتُ فى المحاضرة السابقة عدة أمورٍ أذكر ُمنها :-

  • بينتُ أن توحيد الربوبية مقدمةٌ إلزامية لتوحيد الأسماء والصفات.
  • كذلك بينتُ أن توحيد الألوهية مقدمة إلزامية لتوحيد الأسماء والصفات،وذكرتُ الأدلة من كتاب الله على ذلك.
  • كذلك بينتُ أن الإلحاد لم يُذكر إلا فى باب الأسماء والصفات،ومعلومٌ أن توحيد الأسماء والصفات يتضمن الألوهية والربوبية وعليه فالإلحادُ فى الأسماء والصفات أى الميلُ عن الصواب إلحادٌ صريح فى الألوهية وإلحادٌ صريح فى الربوبية.
  • بينتُ أن التعريف يعنى تعريف أى شىءٍ له خمس صور
  • تعريفٌ لغوى
  • تعريفٌ إصطلاحى –أو تعريفٌ بالحد
  • تعريفٌ بالضدِ
  • تعريفٌ بالمثال
  • تعريفٌ بالثمرة
  • بينتُ معنى التوحيد فى ضوء هذه الخمسة أعنى اللغة والحد والضد والمثال والثمرة.
  • بينتُ أن لفظة التوحيد مادتها الأولية أى التى بُنيت عليها هى الواو الحاء مع الدال.
  • كذلك بينتُ أن هذه المادة أعنى الواو الحاء مع الدال أُخذ منها ألفاظٌ عدة :
  • الوحدة وهى الإنفراد وتقولُ أوحدته برؤيتى
  • الواحد الذى هو أولُ العدد
  • الوحيد يعنى المنفرد
  • بينتُ أن جمع الواحد وحدان أو أحدان
  • كذلك بينتُ أن الله تعالى واحدٌ ولكن لا مثل له ولا شريك له ولا ظهير له ومن كان هذا وصفه فلا يشفع عنده أحدٌ إلا بإذنه عز وجل .

واليوم إن شاء الله تعالى نبدءُ فى تعريف الربوبية.

فنقول بأن الربوبية مادتها الأولية هى الراء مع الباء الساكنة مع الباءِ المتحركة أُخذ من هذه المادة تركيبةٌ معروفةٌ كأنك تقول ربى ولده ما معنى ربى ولده ؟ أى قام بتربيته وتعهدَه وقام على إصلاحه وكما ترى هذا فى حق المخلوق ، قلتُ وهذا المعنى صحيحٌ أيضاً فى حق الخالق عز وجل لذلك يقول المولى تعالى (إِنَّ رَبَّكُمُ اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ يُغْشِي اللَّيْلَ النَّهَارَ يَطْلُبُهُ حَثِيثًا وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ وَالنُّجُومَ مُسَخَّرَاتٍ بِأَمْرِهِ أَلَا لَهُ الْخَلْقُ وَالْأَمْرُ تَبَارَكَ اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ)[سورة الأعراف:54]

ترى فى هذه الآية العجيبة أن صدرها قال تعالى (إِنَّ رَبَّكُمُ اللَّهُ) أى إن ربكم هو الله عز وجل لما؟

لأنه خلق السماوات والأرض وأنتم تقرون بذلك

لأنه خلق الزمان ويُقلب الزمان

خلق الشمس والقمر والنجوم وهن مذللاتٌ بأمره عز وجل

العجب إن هذه الآية صدرها (إِنَّ رَبَّكُمُ اللَّهُ) وعجزها أى آخر لفظ فى هذه الآية (تَبَارَكَ اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ)

نعم بدءها إن ربكم الله ثم مدح نفسه عز وجل قائلاً (تَبَارَكَ اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ)

الشىءُ الثانى فى هذه الآية أن الله عز وجل خلقَ وتعهدَ ما خلقهُ فلم يترك ما خلقهُ سدىً لم يخلقُهُ ثم أهمله، لذلك يقولُ المولى عز وجل

(قَالَ رَبُّنَا الَّذِي أَعْطَى كُلَّ شَيْءٍ خَلْقَهُ ثُمَّ هَدَى) [سورة طه:50]

هذه من العجائب وقد بينتها فيما سبق ،كذلك فى هذه الآية أعنى آية الأعراف (إِنَّ رَبَّكُمُ اللَّهُ) فيها مسائل كثيرة جداً

أذكرُ مسألةً أو مسألتين على عُجالة :

المسألة الأولى / (أَلَا لَهُ الْخَلْقُ وَالْأَمْرُ) هذه الواو التى تسمى بماذا؟ واو العطف وهى تفيدُ المغايرة يعنى ماذا؟

لو قلنا جاء محمد وأبو بكر فأبو بكر غير محمد فالواو عاطفة وتفيدُ المغايرة فى نفس الوقت.

قال تعالى (ولقد خلقنا السماوات والأرض) فالأرضُ غيرَ السماوات احفظ هذه جيداً .

قال تعالى (أَلَا لَهُ الْخَلْقُ وَالْأَمْرُ)

إذاً الواو هذه عاطفة

إذاً الأمرُ غيرَ الخلق فالخلقُ مخلوق

إذاً الأمرُ غيرَ مخلوق

ما الأمر؟

هو كلامُ الله تعالى ومعلومٌ أن القرآنَ من كلام الله قال تعالى (وَإِنْ أَحَدٌ مِنَ الْمُشْرِكِينَ اسْتَجَارَكَ فَأَجِرْهُ حَتَّى يَسْمَعَ كَلَامَ اللَّهِ ثُمَّ أَبْلِغْهُ مَأْمَنَهُ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لَا يَعْلَمُونَ) [سورة التوبة:6]

أى يسمع القرآن فتعينَ أن القرآن أيضاً غيرُ مخلوق وهذه مما لا شك فيه سيأتى بالتفصيل ولكن على عجالة أؤكد هذا المعنى بما رواه مسلم رحمه الله عن أبى هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (أعوذُ بكلمات الله التاماتِ من شرِ ما خلق ) أعوذُ أين وجه الإستدلال؟

أن النبى رسول الله صلى الله عليه وسلم يستعيذُ بكلماتِ الله وهل يستعيذُ النبىَ رسول الله صلى الله عليه وسلم بمخلوق؟

هذا الكلام يستحيل فتبين جلياً أن كلام الله تعالى غيرَ مخلوق وأن القرآن منه فتعين أنه غير مخلوق وأيضاً استنباطٌ بطريقةٍ آخرى أريدُ بها فقط أن أُفتحَ ذهنك لكيفيةِ الإستنباط (أعوذُ بكلمات الله التاماتِ من شرِ ما خلق )

إذاً يستعيذُ بالكلمات من شر ما خلق فأخبرنى عن الكلمات أتكونُ  من المخلوقات؟

الجوابُ لا مما لا شك فيه.

المسألة الثانية / أقولُ لما استقر الأمر عند المسلمين وعند المشركين بأن الربَ هو الله تعالى قال تعالى (إِنَّ رَبَّكُمُ اللَّهُ)

 أثنى الله عز وجل على نفسه فقال تعالى(تَبَارَكَ اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ)

قلتُ ومن هذه المادة أعنى الراء مع الباء الساكنة مع الباء أُخذ لفظ أو صيغة رب الشىء أى مالكه وهذه كما فى قصة عبد المطلب لما أغار أبرهة على قطيعه من الغنم والإبل فذهب إليه عبد المطلب وقال له أنا ربُ هذه الإبل يعنى صاحبها ومالكها وللبيت ربٌ يحميه أى مالك أيضاً للرب فأنا أحمى إبلى والله تعالى يحمى البيت أى أن هذا المثال فى غاية الأهمية فالمثال هذا فى حق المخلوق أنا ربُ هذه الإبل وفى نفس الوقت فى حقِ الخالق وللبيت ربٌ يحميه قد يقولُ القائل هذا كلام مشركٍ فلا يلزمُ منه الصحة قلتُ وقد شهدَ بصحةِ ذلك كتابُ الله تعالى وسنةُ نبيه رسول الله صلى الله عليه وسلم والله تعالى يقول (الحمد لله رب العالمين) والله تعالى هو خالقه وهو مالكها وسيأتى الكلام عن هذه الآية وأيضاً قوله تعالى كما فى آية آل عمران (قُلِ اللَّهُمَّ مَالِكَ الْمُلْكِ) [سورة آل عمران:26]

 وهذه أيضاً تبينُ أن الله تعالى مالكٌ لما خلق وكذلك قوله تعالى فى أول سورة الناس (قل أعوذ برب الناس) فهذه واضحة تماماً بأنه خالقٌ لهم ومالكٌ لهم ومنها أيضاً قوله تعالى (ربُ العرش العظيم) فهو عز وجل خالقُ العرش وهو مالكُ العرش.

هنا وقفة

انظر إلى روادُ الدنيا عياذاً بالله تعالى ومنهم عبد المطلب

متى تزاحمت الدنيا مع الآخرة قدم الدنيا ولا ريب

انظر ماذا فعل عبد المطلب؟

الذى يهمهُ فى الأمر وفقط الإبل أما البيت فقال له ربٌ يحميه هو لم ولن يدافع عن هذا البيت أما روادُ الآخرة فلهم شأنٌ آخر مما لا شك فيه فلو نظرت إلى إبراهيم على نبينا وعليه الصلاة والسلام كيف قدم مُراد الله تعالى على مُرادهِ ؟ كيف أمتثل لأمر الله تعالى وأقدم على ذبح إبنه البكر إسماعيل حتى يُخلى نفسه من حبه ولا يوجد فى قلبه إلا الله عز وجل.

انظر إلى رواد الدنيا وانظر إلى رواد الآخرة

انظر إلى الصحابى الجليل حنظلة ابن أبى عامر المعروف بغسيل الملائكة يوم أن دخل على زوجته يوم عرسه فبمجرد أن سمع النداء حى على الجهاد قام عن زوجته لوم يغتسل لبى النداء ترك الدنيا لنصرة دين رب العالمين وصدق الله إذ يقول (إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ ثُمَّ لَمْ يَرْتَابُوا وَجَاهَدُوا بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ أُولَئِكَ هُمُ الصَّادِقُونَ)[سورة الحجرات:15]

والله هذه الآية فيها عجائب على عُجالة

(إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ) هذا حصرٌ وقصر إنما مركبة من إن وما الكافة تُفيدُ الحصروالقصر أن المؤمن فقط الذى توفرت فيه هذه الشروط الثلاث آمن بالله ورسوله وهذا هو قول اللسان ثم لم يرتاب مما لا شك فيه الريب محله القلب والريبُ غايةُ الكبرى من الشك وليس هو الشك وجاهدوا بأموالهم وأنفسهم هذا هو عمل الجوارح فهذا هو الذى يُثبت لك أن تكون من الصادقين.

هنا وقفة لغوية ولكن مهمة لو قلنا مثلاً لفظ مسلم لو أردت أن تجمعها لقلنا مسلمون لما صح هذا الجمع؟

لأن مسلم هذه تصحُ أن تكون أسماً ويصحُ أن تكون وصفاً ولا يمكن أن يُجمع لفظ جمع المذكر السالم إلا إذا كان علماً أو صفة أما إن كان غير ذلك  وجاء على صورة جمع المذكر السالم فهذا لا يُسمى بجمع المذكر السالم ولكن يسمونه فى علم النحو ملحق جمع المذكر السالم ومنها قوله تعالى (الحمد الله رب العالمين) فهنا العالمون هذه ملحقة بجمع المذكر السالم لما؟

لأنك لو حذفت الواو والنون عالم فلا هى علم ولا هى صفة على تفصيلٍ معلوم وأمثلتُها كثيرة دون أن نشعر منها رجل مثلاً يسمى أبنه زيدون هكذا على صورة جمع المذكر السالم أو محمدون على صورة جمع المذكر السالم فهذه تُلحق ولا يُقال أبداً أنها جمع مذكر سالم فأنتبه لها.

الآية الآخرى قال تعالى(قُلِ اللَّهُمَّ مَالِكَ الْمُلْكِ )[سورة آل عمران:26]

 وأيضاً قوله تعالى(رب الناس)

فالألفاظ الله تعالى مالك الملك مما لا شك فيه يملكُ جميع العوالم أنتبهوا ملكاً حقيقياً ، أقولُ هذا الكلامِ لما؟

لأن هناك عياذاً بالله تعالى جمهرةٌ من الناس يزعمون بأن الله تعالى يملك العوالم مجازةً ولهم فى ذلك مآرب آخرى سنفضحها فى مكانها إن شاء الله تعالى العجب أن هذه الغباوة هذا الحمق لو سُئل سؤال هل الذى يملك الشىء مجازاً هل يؤتيه من يشاء وينزعه ممن يشاء إن كان لا يملكه حقيقةً كيف يؤتي من يشاء وكيف ينزع ممن يشاء فهذه عياذاً بالله تعالى ضلالٍ مبين لذلك يسحبون هذا الكلام على آيات فى منتهى الخطورة المولى تعالى يقول (وهو الذى خلق السماوات والأرض فى ستةأيام ثم أستوى على العرش) يأتون إلى هذه الجزئية ويعبثون بها عبثاً لا أول له ولا آخر يقولون ثم استوى على العرش أى ثم أستولى ياقوم أنتم عقلاء الله تعالى يقول (وهو الذى خلق السماوات والارض فى ستة ايام وكان عرشه على الماء )

إذاً العرش مخلوق قبل السماوات والأرض انتبه

إذاً  خلق العرش

ثانيا خلق السماوات والأرض

ثالثا ثم استوى على العرش فى آيةٍ آخرى

إذاً عندنا ثلاث مراحل

  • خلق العرش
  • خلق السماوات والأرض
  • ثم استوى على العرش

فلو كان الإستواء بمعنى أستولى كما يزعمون السؤال  قبل أن يستولى الله تعالى كيف كان العرش ؟

واحدة إما أنه كان مستقلاً بنفسه قائمٌ بنفسه

 وإما أنه كان فى يد إلهٍ آخرُ غيرَ الله

فلو قُلتم أنه مستقلٌ بنفسه فقائله يُستتاب هو وأمثاله وإلا وضعت رقبته بجواره

 وإن قال أنه كان فى يد إلهٍ آخر الأمرُ  معروف وأسوء من الأول عياذاً بالله تعالى هذه  فى غاية الخطورة الله تعالى بين أنه خلق العرش بين المولى تعالى فقال (ربُ العرش) أى مالكُ العرش طالما أن الله تعالى رب العرش إذاً العرش ماذا؟

مربوبٌ وطالما أنه مربوب إذاً هو مخلوق انتبه إلى هذه ما السرُ فى أن الله تعالى قال (ربُ العرش العظيم) ؟

هذه عجيبة فى الحقيقة مرةً يقول المولى العرش العظيم ومرةً يقول العرش الكريم ومرةً يقول العرش المجيد على قراءة إلا عند عاصم

الله أكبر أمور خطيرة جداً تكلمنا عن هذه الجزئية فيما سبق عند آية (قل من رب السماوات السبع ورب العرش العظيم) انظر ماذا يقول أحمد رحمه الله حتى نقف على لفظ العظيم نقف على لفظ الكريم نقف على لفظ المجيد فى قراءة الأمر فى غاية الخطورة ولابد وأن تنتبه له انظر فى رواية احمد بسنده عن أبى ذر رضي الله عنه قلت: يا رسول الله أيما أنزل عليك أعظم؟ قال: (آية الكرسي)، ثم قال: (يا أبا ذر ما السموات السبع مع الكرسي إلا كحلقة ملقاة بأرض فلاة، وفضل العرش على الكرسي كفضل الفلاة على الحلقة.

ما معنى هذا الكلام ؟

 يعنى النبى رسول الله صلى الله عليه وسلم مثَلَ العرش بفلاة أرض صحراء كبيرة جداً لو ألقيت فيها خاتم السؤال نسبة الخاتم إلى هذه الصحراء كنسبة هذه السماوات العظيمة إلى الكرسى فأخبرونى عن حجم هذا الكرسى ثم الكرسى نفسه كحلقةٍ فى فلاة بالنسبة للعرش فأخبرونى عن حجم هذا الكرسى المهول كما فى المثال الأول كيف حجم هذا الكرسى بالنسبة للعرش وكيف حجم هذا العرش؟

 لا يمكن مما لا شك فيه أن يُتصور بالأمور التى تسمى رياضية إن كان مجرة التبانة التى تُعتبر أصغر المجرات بين طرفيها تسعمائة خمسة وستون ألف تريليون كيلو متر فأخبرونى عن هذا العرش أمرٌ فى غاية الغرابة فإذا وصفه بأنه عظيم وصفٌ حقيقٌ له وصفه بأنه مجيد على قراءة فى غاية الأهمية لما؟

لأن ما معنى المجيد المجيد؟

المجيد يدلُ على السعة والزيادة والكثرة مما لا شك فيه وأنا أدرى ذو العرش المجيد أى المجيدُ هنا صفة لذو ولكن أنا قلتُ فى بداية الكلام هذه قراءة معروفة كما سبق.

بعد ذلك قال مصنف فيض المجيد لفظ الرب من الألفاظ التى كانت جائزة الإطلاق على غير الله فى شرع من قبلنا كما فى شرع يوسف عليه السلام حيث قال (إنه ربى أحسن مثواى) أى يقصد سيدى وفى قوله أيضاً (أرجع إلى ربك) أى إلى سيدك وقوله أيضاً (أذكرنى عند ربك) أى عند سيدك وأيضاً كان فى شريعته ما يُسمى بسجود التحية وكان جائزاً كما سيأتى وأيضاً فى شريعته كان إذا سرق الرجل أُخذ عبداً.

قلتُ أحفظ هذه الكلمة على عُجالة (شرعُ من قبلنا الثابتُ بشرعنا شرعٌ لنا مالم يُنسخ)

إذاً أريدُ أن أقف على هذا التعريف على عجالة إن شئت تفصيله فعد إلى التأسيس شرع من قبلنا الذى لم يثبت بشرعنا انتبه يعنى حُكى فى كتب أهل الكتاب كذا وكذا وكذا لو جاء فى شرعنا ما يثبت بطلانه قلنا بأنه باطل أما أن تفاجىء بأن شىء حُكى فى التوارة أو الزبور أو الإنجيل ولم نجد فى شريعتنا لا تصديق له ولا تكذيب له هنا يرِدُ كلام نبينا رسول الله صلى الله عليه وسلم فيما رواه أحمد قال(ما حدَّثَكم أَهلُ الْكتابِ فلا تصدِّقوهم ولا تُكذِّبوهم)

 إذاً الواجب علينا أن نفعل ماذا؟

أن نصمت فلا نكذب ولا نصدق وقولوا آمنا بالله وكتبه ورسله فإن كان أى ما قيل باطلاً فلم تصدقوه فإن كان حقاً لم تكذبوه ، أما شرع من قبلنا ولكنه ثبت بشرعنا مما لا شك فيه أنه ثبت فهذا فى غايةِ الخطورة :-

 إما أنه لم يُنسخ ففى هذه الحالة شرعٌ لنا ونعملُ به

وإما أنه نُسخ فليس شرعٌ لنا ولا يجوزُ العمل به ومن جملتها هذه الأشياء التى ذكرتُها آنفاً :-

مثلاً فى شريعة يوسف على نبينا وعليه الصلاة والسلام أنه قال إنه ربى وقال أرجع إلى ربك وقال أذكرنى عند ربك ألا تلحظ أن لفظ الرب أُضيفت مرة إلى ياء المتكلم مرة إلى كاف الخطاب فهذه الإضافة تُكسبها تعريفاً

ولكن أقول هذا لا يصحُ فى شريعتنا البتة أن تقول ربى وتقصد أنه سيدك

فإن هذا قد نُسخ فى شريعتنا كما سأبينه إن شاء الله عن قريب

ولا يصحُ إلابإضافة صريحة تقول رب الإبل ماشى سيد الإبل تقول رب البيت ماشى أما أن تقول ربى أو ربك وتقصد بها الله تعالى هذا لا يجوز فى شريعتنا قولاً واحداً

والأخطرُ منها إذا عُرف بأل فإن قلتَ الرب فلا يُصرف إلا رب السماوات والأرض سبحانه وتعالى

فإن سألت عن الأدلة التى تدلُ على ذلك قلت :-

أولاً إجماعُ الأمة أمة محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم على عدم جواز ذلك أصلاً ومما لا شك فيه الإجماع يُكفينا مؤنة البحث عن الدليل لأنه لا إجماع إلا على مستند يعنى على نصٍ شرعى علِمهُ من علِمهُ وجهِلهُ من جهلهُ أُدعمُ هذا الإستدلال أنه لو كان جائزاً وهذه فى غاية الخطورة لوورد ولو مرةً واحدة فى كتاب الله تعالى حتى نحمل عليه بقية النصوص هذه الأخيرة التى قُلتُها هى أيضاً تصحُ فى الرد على المبتدعة الضُلال الذين يقولون (الرحمن على العرش أستوى ) أى أستولى نقول هب أن لها معنى فى لغة العرب ألا وهو أستولى حيثُ إنه لم يُستخدم هذا المعنى لا فى كتاب ولا فى سنة مرةً واحدة دل على أنه معنى مُهمل فى شريعتنا ولا يجوزُ أن يُلتفت له بأى وجهٍ  من الوجوه كما سيأتى إن شاء الله تعالى .

من الصور المنسوخة فى شريعة يوسف عليه وعلى نبينا الصلاة والسلام ما يُسمى بسجود التحية كما فى آية يوسف (ورفع أبويه على العرش وخروا له سجدا) خر يعنى هوى يعنى نزول بسرعة شديدة جداً جداً ولا يُسمى السجود سجوداً البتة حتى توضع الجبهة على الأرض والأنف هذا هو السجود فإن قلت هل توجد أمثلة آخرى لسجود التحية قلتُ هذه موجودة من أول ما خُلق آدم لأن الله تعالى قال (وإذ قلنا للملائكة اسجدوا لآدم فسجدوا إلا أبليس أبى واستكبر) فكلُ الملائكة سجدت مما لا شك فيه

 أولاً هذا السجودُ سجود تحية وليس سجود عبادة قد يقولُ القائل الملائكة لها جبهة قطعاً بالنص لها جبهة وقد بينتُ ذلك تقريباً قى الجزء الرابع أو الخامس بكلامنا على الملائكة منها ما رواه أحمد وغيره عن أبو سعيد الخدرى قال قال رسول الله رسول الله صلى الله عليه وسلم (كيف أنعمُ وقد ألتقم صاحب القرن القرنا وحنى جبهته وأصغى سمعه ينتظرُ أن يؤمر أن ينفخَ فينفخ)

الحديث واضح حنى جبهته هذا ملك هو الذى فى فيه القرن .

ومنها قوله رسول الله صلى الله عليه وسلم فيما رواه أحمد عن أبى ذرٍ رضي الله عنه قال (إنى أرى مالا ترون وأسمعُ مالا تسمعون أطت السماء وحُق لها أن تئِط ما فيها موضع أربع أصابع إلا وملِكٌ واضعٌ جبهته لله تعالى ساجداً ) هذا النصُ واضحٌ الدلالة تماماً قلتُ ولكن سجود التحية فى شريعتنا منسوخ قولاً واحداً والذى يُبينُ ذلك ما رواه أحمد  رحمه اللهعن عبد الله بن أبى عوف قال قال رسول الله رسول الله صلى الله عليه وسلم ( لو كنتُ أمراً أحداً أن يسجدَ لغيرِ الله لأمرتُ المرأة أن تسجدَ لزوجها ) قطعاً يقصد سجود التحية وليس سجود العبادة فهذه واضحة تماماً وبالجملة حيثُ تكلمنا عن ذلك طالما دخلنا فى هذه الجزئية مجرد الإنحاء فى شريعتنا لا يجوز مجرد أنك ترى واحد تحضنه وتقبله من غير أن يكون أتياً من سفر لا يجوز وذلك بما رواه أحمد عن أنسٍ بن مالك رضي الله عنه قال :

(قال رجل يارسول الله أحدُنا يلقى صديقه أينحنى له ؟

فقال رسول الله رسول الله صلى الله عليه وسلم: لا

قال الرجل فيلتزمه ويقبله

قال: لا

قال فيصافحه

قال :نعم إن شاء )

هذه سنة مهجورة وإلى الله المشتكى لا يكادُ أحدٌ لا يقع فيها نسألُ الله السلامة والعافية.

صورةٌ آخرى من أشياء منسوخة فى شريعة يوسف على نبينا وعليه الصلاة والسلام ألا وهو من سرق كا يؤخذُ عبداً وهذا بنصِ الآية قال تعالى(مَا كَانَ لِيَأْخُذَ أَخَاهُ فِي دِينِ الْمَلِكِ)[سورة يوسف:76]

فالسارق فى شريعة يوسف عليه وعلى نبينا الصلاة والسلام أن يُؤخذَ عبداً هذا الحكمُ مما لا شك فيه نُسخ بآيدى المائدة

(وَالسَّارِقُ وَالسَّارِقَةُ فَاقْطَعُوا أَيْدِيَهُمَا جَزَاءً بِمَا كَسَبَا نَكَالًا مِنَ اللَّهِ وَاللَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ) [سورة المائدة:38]

بالجملة هنا أيضاً تنبيه والسارق والسارقة أثنين أليس كذلك؟

 طيب يد ويد يبقى ماذا؟

 يدان أو يدين ولكن تُفاجىء أن الله تعالى قال (فَاقْطَعُوا أَيْدِيَهُمَا) أزل الضمير هما التى تدلُ على التثنية أيدى إذاً جمعها

قلتُ هذه هى اللغة الفصيحة إن كنت ستضيفُ إلى ضمير التثنية فلا تضيف المثنى فلا تقول يداهما

 ولها مثالٌ آخر فى كتاب الله تعالى (فقد صغت قلوبكما ) سورة التحريم وكان الموضوع مع حفصة وعائشةk فلم يقل فقد صغت قلباكما هى صحيحة لغةً ولكن مما لا شك فيه لغةُ القرآن هى اللغة الفصيحة .

قال المصنف(المعنى الإجمالى لتوحيد الربوبية –انتهينا من معرفة المعنى اللغوى للفظ التوحيد للفظ الربوبية فهذا مضاف وهذا مضاف إليه هكذا نضيفه فوجد عندنا المُركب وهذه نبهتُ عليها فى صدر الكلام أى مركب عندك لا تتجاسر وتجتهد فى تعريفه تعرف على أجزائه أولاً ثم أضف ثم عرف ما تريد قُلنا تعرفنا على معنى لفظ التوحيد وهو التفريد بمعنى الإفراد ، تعرفنا على معنى لفظ الربوبية بأن الرب عز وجل هو الخالق هو المالك القائم على عباده المُتعهد بهم والمدبرُ لهم وعليه إن أضفت لفظ التوحيد إلى لفظ الربوبية يتولد المعنى الإجمالى لتوحيد الربوبية ما هو هذا المعنى؟

الإعتقادُ الجازم بأن الله عز وجل هو المنفردُ بصفة الخلق،المنفردُ بالملك ، المنفردُ بالقيامِ على تربيةِ خلقه ، المنفردُ بالتعهدِ بهم ، لذلك نقول الإعتقاد الجازم بأن الله عز وجل هو المنفردُ بصفةِ الخلق والمالكُ لهم والقائمُ على تربيةِ خلقه والمتعهدُ بهم .

إذا أنتهينا من تعريف توحيد الربوبية يقولُ المصنف ( لإثبات الخالق أدلةٌ كثيرة ففى كل شىءٍ خلقه عز وجل آية تدلُ على أنه الله عز وجل --ثم قال – ومن هذه الأدلة :-

الدليلُ الأول / الشرع كما سيأتى بالتفصيل –يعنى يقصد أن النصوص الشرعية كتاباً وسنة تدلُ على الخالق عز وجل وتثبتهُ.

الدليلُ الثانى / الفطرة أن فطرة الإنسان قبل الشرع تدلهُ على الله عز وجل وعلى عُجالة الطفلُ الذى يُولد لو بلغ سنةً أو سنتين وقلتَ له أين الله ؟ تجد أنه بداهةً يرفعُ عينه إلى السماء ، العجب أن أحد أهل البدع فى هذا الزمان يُنكر أن الله تعالى فى السماء فيقول وأنا أقسم بالله ورفع عينه إلى السماء!!! فهو عياذاً بالله تعالى يُحارب فطرته وهذه من العجائب نسأل الله السلامة والعافية .

الدليلُ الثالث / الإستدلال بالله على الله جيدة جدا كما سيأتى إن شاء الله تعالى .

الدليلُ الرابع / معجزة الرُسل تدلُ على الخالق عز وجل .

الدليلُ الخامس / إجماع الأمم من أولهم إلى آخرهم حتى المُلحدُ هو يكابر نفسه مما لا شك فيه ويجتهدُ أن يدفع ذلك بكل وسيلة ممكنة ولكن لم ولن ينجح.

الدليلُ السادس / القياسُ العقلى .

سنقفُ إن شاء الله تعالى مع كلٌ دليلٍ من هذه الأدلة ولكن قبل أن نخوض فى هذه الجزئية أعنى الدليل الأول ألا وهو إثباتُ الخالق للشرع ، قولنا لإثبات الخالق أدلة كثيرة السؤال هل يجوز  أن نقول لإثبات الصانع سؤال وجواب ؟

 أنا أدرى أن بعض الناس يقول أن ابن تيمية يستخدم هذا اللفظ وأن ابن القيم يستخدم هذا اللفظ t

 قلتُ كلا لم يستخدم هذا اللفظ إلا فى حديثه عن المتكلمين وفقط

ثانيا/ لا يستخدم هذا اللفظ البتة إلا مقيداً أما أن يستخدمه مطلقاً بلا قيد هذه من ترهات أهل البدع

لذلك نقولُ هل يجوز أن نقول لإثبات الصانع بدلاً من إثبات الخالق؟

قلتُ قال المتكلمون بجواز ذلك فيثبتون اسم الصانع لله تعالى

انتبه!

ويكونُ عندهم مرادف لاسم الخالق ، العجب أنهم يستدلون ببعض الآيات التى فيها لفظُ الصانع منها آية النمل

قال تعالى (صُنْعَ اللَّهِ الَّذِي أَتْقَنَ كُلَّ شَيْءٍ إِنَّهُ خَبِيرٌ بِمَا تَفْعَلُونَ) [سورة النمل :88]

استدلوا بآيات طه (ثُمَّ جِئْتَ عَلَى قَدَرٍ يَا مُوسَى وَاصْطَنَعْتُكَ لِنَفْسِي ) [سورة طه:41]

وبآية طه (وَأَلْقَيْتُ عَلَيْكَ مَحَبَّةً مِنِّي وَلِتُصْنَعَ عَلَى عَيْنِي) [سورة طه:39]

قلتُ اسماء الله عز وجل كما لا يخفى عليكم كُلها حُسنى قال تعالى (وَلِلَّهِ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى )[سورة الأعراف:180]

(لَهُ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى) [سورة الحشر:24]

والأسماء الحُسنى مدحٌ ولا وجه آخر له للذم فإن قُلنا بأنه سميع اسمٌ حسن يتضمن مدحاً للموصوف به دون أى وجهٍ آخر وهو الذم

ثانياً كذلك اسمُ الخالق اسمُ مدح لا شبهة فيه ومن هنا ينكشف عور اطلاق لفظ الصانع على الله تعالى أو لفظُ الفاعل على الله تعالى كما يقولُ المتكلمون فلفظ الصانع ولفظُ الفاعل منقسم المعنى إلى صانع ممدوح وصانع مذموم فاعلٌ ممدوح وفاعلٌ مذموم وعليه فإن الاسم التوقيفى يصحُ إطلاقه بلا قيدٌ على الله تعالى فتقول السميع البصير العليم العزيز الحكيم الملك القدوس أما إذا جئت على الاسم الذى ينقسم معناه إلى مدحٍ وذم فلا يصحُ إطلاقهُ إلا مقيداً وجميعُ الآيات السابقة اسمُ الصانع فيها مقيدٌ فبطُل الإستدلال بهذه الآيات على مطلوبهم عياذاً بالله تعالى .

المهم أن الاسم المنقسم المعنى من جملة ما يُسمى بالأسماء الإخبارية لا الأسماء التوقيفية فإن أسماء الله تعالى منها :

  • أسماء توقيفية أى موقوفة على النص يُسمى بها الله تعالى ويُدعى بها الله تعالى
  • أما الأسماء الإخبارية يُخبرُ بها عن الله كما سيأتى إن شاء الله تعالى ولكن لا يُسمى بها ولا يُدعى بها ومن جملةِ هذه الأسماء

كمثلاً شىء

كمثلاً ذات

 كمثلاً موجود

كمثلاً الصانع

كمثلاً الفاعل

إلى غير ذلك من الأشياء على عُجالة إن قلتَ ما الفرقُ بين اسم الخالق واسم الصانع

قلتُ الفروق كبيرة جداً

فالخالق اسم توقيفى

والصانع اسم خبرى

الخالق يُستخدم مطلقاً بلا قيد

الصانع لا يُستخدم إلا مقيداً

أمثلة الخالق كثيرة السميع العليم الحكيم إلى آخره

أمثلة الصانع شىء ذات موجود

بالنسبة للخالق فى الإستعمال تقول ياسميع

ولكن فى الإستعمال الصانع

لا يجوز أن تقول ياصانع

لا يجوز أن تقول ياشىء

لا يجوز أن تقول ياذات

لا يجوز أن تقول ياموجود اغفر لى أو ياذات اغفر لى أو ياشىء اغفر لى أو ياصانع اغفر لى كلُ هذا فى الإستعمال لا يجوزُ البتة.

أيضاً على عُجالة فى هذه الجزئية الاسم التوقيفى أى الموقوف على النص أى الثابت فى كتاب الله أو فى سنة نبينا رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يجوزُ أن يُدعى به وهو متعلق بشىء ردىء يعنى ايه متعلق بشىء ردىء يعنى يحسُن جداً أن تقول مثلاً

ياخالق الملائكة اغفر لى 

كلام جيد الملائكة ليست رديئة ولكن هل يجوزُ أن تقول ياخالق الكلاب اغفر لى ؟

الكلاب من خلق الله ولكن هذا ردىء فيجبُ أن تستخدم ما يليق بذات الله تعالى ما يكونُ فيه مدحاً لله عز وجل فانتبه إلى هذا فإنه فى غاية الخطورة .

أيضاً هنا وقفة وهى مهمة جداً

قد يقولُ القائل أنت قلت من الأسماء الإخبارية الموجود وهذا الاسم لا يجوز لماذا لا يجوز؟

قال الموجود مفعول والمفعول مخلوق فلا يجوز أن يُطلق مقيداً على الله تعالى قلتُ يجوزُ مما لا شك فيه وهذه سنبدءُ بها المحاضرة القادمة إن شاء الله تعالى .

أكتفى بهذا القدر وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وجزاكم الله خيراً والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته. 

الأسئلة

  • اسم المنعم هل يجوز؟

إن شاء الله سيأتى باب الأسماء والصفات سنبينها بمشيئة الله تعالى بالتفصيل ولكن أريدُ أن أوضح حاجة هنا فى هذا الاسم بالذات المُنعم أل هنا ليست هى التعريفية إنما أل هنا هى الموصولة أى بمعنى الذى يُنعم إن شاء الله يأتى التفصيل  فى مكانه فلا تتعجل نحن فى الربوبية الآن وهذه تحتاج إلى بحثٍ طويل جزاك الله خير.

  • اريدُ أن أتعلم الصرف والنحو فما الكتب المرشحة من فضيلتكم؟

اولاً الكُتب طبعاً كثيرة جداً جداً ولكن أنا أنصُحك فى الله لا تقرأ منفرداً لابد وأن تقرأ على أحدٍ حتى يُسهل عليك الأمر أو يكون الشىء مشروحاً والكتاب أمامك وفى هذه الحالة تستطيع أن يحل التسجيل مكان الشيخ مع بعض التحفظات فمثلاً من الممكن أن تبدء بكتاب يُسمى الأزهرية الذى يُدرس فى ثالثة إعدادى فى الأزهر هذا كتاب جيد ممكن تبدء به إن أنتهيت منه تدخل على المقدمة الآجرومية لأبن آجروم بشرح محى الدين عبد الحميد رحمه الله فى غاية الأهمية هذا الكتاب أيضاً ثم تسلسل بعد ذلك فى مثلاً الكتب المعروفة لابن هشام كلها بدايتها على ما أذكر قطر الندى وشذور الذهب وأوضح المسالك الذى يشرح الألفية أنتهيت تدخل على شرح الألفية لأبن عقيل أيضاً أنتهيت من ذلك يوجد كتاب فى غاية الخطورة ولكن لا أنصح أن تبدى به قبل الكتب السابقة كتاب القواعد الأساسية-للغة العربية للسيد أحمد الهاشمى رحمه الله هذا الرجل كان أيام الملك فاروق هذا الكتاب أعجوبة فى بابه كتاب صغير جداً 336 صفحة جمع كل ما فى الكتب تقريباً حتى الكلام الذى فى الحواشى كحاشية الصبان وحاشية الخضرى تجدهُ فى هذا الكتاب نصيحة إن أنتهيت من الكتب السابقة فأدخل على هذا الكتاب ثم أكتفى به بمعنى إن أستطعت أن تحفظه فأحفظه وأخصُ بالذكر أول 112 صفحة فيه جمع فيه مقدمة لعلم النحو فى غاية الأهمية وهذا الكتاب أنا شرحته كاملاً فى 88 محاضرة على اليوتيوب إن شئت أستمع له.