محاضرة 32

بطاقات دعوية

إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره،ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له،ومن يضلل فلا هادي له، وأشهدُ أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهدُ أن محمدًا عبده ورسوله.

 هذه المحاضرة هى الثانية والثلاثون من علم العقيدة،وذكرتُ فى المحاضرة السابقة عدة أمورٍ أذكرُ منها:-

  • بينتُ مذهب الثنوية وهم المجوس وأنهم يثبتون إلهاً نعم ليس هو الإله ولكن لم يحتاجوا فى إثبات إلهاهم إلى معادلة الحدوثِ والقدم.
  • كذلك بينتُ أن النار تتكونُ من مادتين مادةُ النور ومادةُ الإحراق فالله عز وجل لما قال(يانار كونوا بردا وسلاما) نزع مادة الإحراق وبقيتُ مادةُ النور.
  • بدءنا فى الدليل السادس ألا وهو القياس العقلى وبينتُ الفرقَ بين القياس العقلىُ الذى يوصلنا إلى عين المطلوب وبين القياس العقلى عند اهل الضلال أهل البدع المتكلمين الذى يوصلهم إلى جنس المطلوب، بينتُ لوازم وجود آلهة مع الله عز وجل ومنها بنص كتاب الله فساد السماوات والأرض ، منها أن كلُ إلهٍ سيذهبُ بما خلق، منها أن كل واحدٍ سيطلبُ العلو على الآخر.
  • بينتُ أن الربَ المُستحقُ للعبادة هو المالكُ لكلِ شىء هذه واحدة ولا شريكَ له فى أىِ شىء هذه الثانية ولا مُعين له فى أىِ شىء فى إدارةِ ملكهِ.
  • بينتُ معنى الشفاعة وأنها نوعان شفاعةٌ منفية وهى التى بدونِ أذن الله عز وجل وشفاعة مُثبتة وهى من بعدِ إذنِ الله تبارك وتعالى.
  • بينتُ أن الوعيدية المُعتزلة يُنكرون الشفاعة المُثبتة ويزعمون أنه لا شفاعةَ يوم القيامة.
  • بينتُ طرفاً منها فى المحاضرة السابقة وسيأتى إن شاء الله تعالى فى كلامنا عن القضاء والقدر.
  • ذكرتُ إرشادات قبل البدء فى بيانِ طُرق المتكلمين لإثباتِ وجودِ الله عز وجل وهذه الإرشادات فى غاية الخطورة وفى غايةِ الأهمية ولذلك أعيدُ الكرة عليها وأصلها بما يقطعُ دابرَ الضُلال وأخصُ بالذكر الأشاعرة ومن دونهم.
  • قلتُ لا يحلُ لأحدٍ البتة أن يقرأ فى كتبِ أهل الكلام إلا

أولا/ بعد الإنتهاء من هضمِ مذهبِ أهل السنة والجماعة على وجه التفصيلِ لا الإجمال هذه واحدة.

ثانيا/ قراءةُ نقد كتب المتكلمين فإن الناقد سيوقَفك على ثعراتهم وأخُصً بالذكر أقرأ لابن تيمية رحمه الله  فى هذا الباب أقرأ لابن القيم الجوزية رحمه الله  فى هذا الباب فإنهما ذكرا كلام القوم بكلِ أمانةٍ بكلِ دقةٍ ثم بينا ما فيه من عورٍ عياذاً بالله تعالى قلتُ بعد ذلك قراءتُها مضيعةً للوقتِ عياذاً بالله تعالى.

الثالث / احذر ألفاظ وعبارات أهلِ الكلام يقصدونَ بها غير ما يقصد أهل السنة والجماعة أنا أعطيك مثالاً على عُجالة بابن سينا المُجرم المُلحد الذى يُسمى عند المسلمين الطبيب المسلم ابن سينا العبيدىَّ الباطنىَّ الشيعىَّ هذا الرجل مثلاً يقول أؤمنُ باللوحِ المحفوظ طيب ماشى وما اللوح المحفوظ عندك؟

 قال النفسُ الفلكية

انتبه!!

 فليس كلُ ما يُقال هو على مرادِ أهل السنة وهذا بابٌ من أخطر الأبواب لذلك كثيرٌ من إخواننا الأفاضل من أهلِ العلم يقولون ابن سينا يؤمن بكذا وكذا والرازى يؤمنُ بكذا وابو حامد الغزالى يؤمنُ بكذا انتبه يرحمك الله كن خبيرا بمدلول اللفظ عند أهل السنة كنت خبيرا بمدلول اللفظ عند اهل البدع ثم انظر هل هما سواء أم أنهما يختلفان؟

 فانتبه هذه فى غاية الخطورة ، جميع أهل الكلام كما قال ابن قدامة المقدسى رحمه الله  (جميع أهل الكلام دينهم التقية)

قد يظن الظان أن التقية خاصة بالشيعة هذا لغو من الكلام بل إن التقية دينُ مشترك بين الزنادقة والشيعة وأهل الكلام وأخصُ بالذكرِ الأشعرية فإنهم لا ينطقون بما يعتقدون وقد بينتُ مذهب الأشاعرة فى خمسة وأربعين محاضرة مُسجلة.

الرابع / يتوهمون أى أهل الكلام وعلى رأسهم الأشاعرة ثم يرمون اهل السنة بما توهموا ما معنى هذا الكلام؟

 نحنُ نقول الرحمن على العرش استوى هم يقولون الرحمن لم يستوى على العرش لما لا تريدُ أن تثبت الإستواء؟

 يقولُ كلمةً واحدة لو قلنا استوى إذاً شابه البشر أنه أستوى على العرش أى أعتمد عليه طيب هذا وهمُك أنت الذى توهمتَ أننا إذا قلنا استوى والبشر أستوى أن الكيفية واحدة أنت الذى توهمت فطالما أنك توهمت لما ترمى أهل السنة بأنهم يقولون بأن الله أستوى أى جلس على العرش ما هذا الكذب وهذا التدليس وهذا التغيير سبحان الله!!!.

الخامس / ينقلون خطأً عن أهل السنة وأخصُ بالذكرِ الرازى فإنه إذا نقلَ عن خصمائه من المتكلمين نقل بدقةٍ وأمانة وأما إن كان يتكلم عن خصمائه من أهل السنة كان كلامهُ من الوهاءِ بمزلته الدُنيا عياذاً بالله تعالى.

السادس / يكذبون كثيراً على اهل السنة والجماعة وقد ذكرتُ قصة ابن بطوطة المغربى الذى كذب على ابن تيمية وزعم أن ابن تيمية قال إن الله ينزل من على كرسيه كما أنزل أنا من الكرسى هذا الكذاب وقد بينت ذلك بالتأريخ فأما الكذبات فلا تحصى ولا تعد هم الذين يقولون على أهل السنة المجسمة والحشوية وغير ذلك وهم المُجسمة كما بينتُ ذلك وهم الحشوية كما بينتُ ذلك على تفصيلٍ قد سبق.

السابع / يتقربون إلى الحكام لإرضاء الحكام وهم غيرُ صادقين وهذه من العجائب فهم أصلاً يُكفرون جميع الحكام ويجوزون الخروج على جميع الحكام ولكن قلتُ يتعاملون بالتقية إن كانت المعتزلة يقولون الحاكم ولو يطبق شرع الله كما ينبغى فى الرعية ثم فسق فى نفسه كأنه شرب الخمر جاز الخروج عليه بالسلاح فأخبرونى عن الحكام الذين لا يطبقون شرع الله ماذا هم فاعلون معهم؟

 وأعتبر ذلك بدولة المرابطين ودولة الموحدين دولة الموحدين على زعمهم وهم المعتزلة انظروا كيف خرجوا على المرابطين وقتلوا فيهم تقتيلاً ما استطاعت اليهود والنصارى أن يُقتلوا فيهم.

الثامن / يُقلبون الحكام على أهل السنة والجماعة وهذه والله سمعِناها بالأذن ورأيناها بالأعين لى كتاب اسمه (حكم اللاهين من أطفال المسلمين وأطفال المشركين) أخذه شيخُ الأزهر وذهب به إلى الفاتيكان وقال نحنُ صدرنا هذا الكتاب أتدرون لما أمة الإسلام؟

لأنى قلت وأولاد المشركين مع أن مذهبى فى أولاد المشركين أعظمُ من مذهبه فأنا أنا أقول أن أولاد المسلمين وأولاد المشركين سيمتحنون فى الآخرة فمن نجح دخل الجنة ومن فشل دخل النار سواءٌ كان من أولاد المسلمين أو أولاد المشركين أما هو فيقول أنهم فى النار انظر إلى التلبيس والتدليس.

تاسعاً / بعضُهم يكفرُ بعضاً قولاً واحداً فإن الماتردية كثيرُ منهم يُكفرون الأشاعرة هذه واحدة كلُ الماتردية لا يُجوزون الصلاة خلف الأشعرية أما أهل السنة فلا أحد منهم يُكفرُ أحداً بل والله لا نُكفرُ الأشاعرة وأنا أدرى على يقين بنص كتبهم أنهم يكفروننا بل يكفروا عوام الناس كما بينتُ ذلك فى محاضرات الأشاعرة.

العاشر / يبذلون كل جهدهم لتولى المناصب مما كلفهم من دينهم الشىء الكثير أى تنازلوا عن أشياءٍ كثيرة فى دينهم من أجل هذه الدنيا التى هم يعلمون أنهم خسروا الدنيا والدين.

قلتُ وغير ذلك الكثير فى الحقيقة وأؤكد أن الاشاعرةَ الآن هم المعتزلة أو الأقرب إليهم وأنا أدرى  أنا أبازهرة رحمه الله  قال مما ما يقربُ من عشرين أو ثلاثين سنة أن الماتردية أقرب إلى المعتزلة قلتُ هذا أيامه أما أنا أتحدثُ عن هذه الأيام أن أهل السنة يعتقدون اعتقاداً جازماً أن الأشاعرة من أهل القبلة وإن كانوا من أهل الوعيد الذى توعدهم الله عز وجل  بالنار كما فى حديث (تفترقُ أمتى على ثلاثٍ وسبعين فرقة كُلها فى النار إلا واحدة قيل ومن هى قال ما أنا عليه واصحابى وفى رواية الجماعة )

فهم من الثنتى وسبعين فرقة أى تحت الوعيد مع العلم أن أهل السنة يعلمون علم اليقين أن الأشاعرة يكفرونهم بل يكفرون عوام الناس شاءوا أم أبوا إنهم يقولون (من قال بأن الله فى العلو فوق عرشه فهذا أصلٌ من أصول الكفر ) وهم يعتقدون ويقولون إن الله لا هو خارج العالم ولا هو داخل العالم الذى ليس بخارج العالم ولا داخل العالم هذا هو العدم أى ليس بشىءٍ والله عز وجل  يقول (قل أى شىءٍ أكبر شهادة قل الله) فالله عز وجل  شىءٌ وليس كمثله شىء على تفصيلِ سيأتى إن شاء الله تعالى.

كلُ علماء المسلمين ذموا علم الكلام وحرموا النظر فى كتب أهل الكلام وذموا المتكلمين

وسأُثبت لك ذلك من جمهرةٍ من علماء المسلمين وأخصُ بالذكرِ الأئمة الأبعة ذكر بن قدامة رحمه الله  فى كتابه (تحريمُ النظر فى كتبِ الكلام) قال (قال ابو حنيفة عن أهل الكلام قاسية قلوبهم غليظةٌ أفئدتهم لا يبالون مخالفةَ الكتاب والسنة وليس عندهم ورع ولا تقوى) هذا كلام ابى حنيفة الذى هو أصلاً من أهل الرأى فما بالك لو كان من أهل الحديث وقال ابو عمر بن عبد البر المجلد الثانى ص 95 من (جامع بيان العلم وفضله) قال:

 (قال مالك أرأيت إن جاءه من هو أجدل منه –أى من أهل الكلام – أيدعُ دينهُ كل يومٍ لدين جديد!! )

 يعنى الرجل اليوم يعتقد كلام من طريق الكلام جاءه رجل أشدُ جدلاً منه فأقتنع بكلامه فغير دينه جاءه ثالث فغير دينه فكلُ يومٍ هو فى دينٍ جديد قلتُ وقال النووى رحمه الله فى المجموع المجلد الأول الصفحة 25 ما نصه:

 (وقد بالغَ إمامُنا الشافعى رحمه الله  فى تحريمِ الإشتغالِ بعلم الكلام أشدَّ مبالغة وأطنب فى تحريمه وتغليظِ العقوبةِ لمتعاطيه وتقبيح فعلهِ وتعظيمِ الإثمِ فيه فقال-أى الشافعى-لأن يلقى الله العبد بكلِ ذنبٍ ما خلا الشرك من أن يلقاه بشىءٍ من الكلام )

 يعنى عياذاً بالله تعالى جعل الكلام عياذاً بالله تعالى شيىءٌ فى غايةِ الخطورة قلتُ وذكر أيضاً ابو عمر بن عبد البر فى المجلد الثانى الصفحة 95 من كتابه (جامع بيان العلم وفضله) :

(وقال احمد بن حنبل لا يَفلحُ صاحبُ الكلامِ أبداً ولا تكادُ ترى أحداً نظرَ فى الكلامِ إلا وفى قلبه دغل )

 إى ورب الكعبة فى قلبه دغل وقال فى موضعٍ آخر من نفس الكتاب ومن نفس المجلد ومن نفس الصفحة (علماءُ الكلام زنادقة) ستعلم الآن سأذكرُ مثالين ولن أطول النفس فيهما ولكن سأذكرُ ما يثبتُ ما ندعيه كذلك قال ابو عمر بن عبد البر رحمه الله  فى نفس المصدر (أجمع أهل الفقهِ والآثار –انتبه – من جميع الأمصار أن أهلَ الكلام أهلَ بدعٍ وزيغ ولا يُعدَون عند الجميع فى جميع الأمصار فى طبقات العُلماء) لا أحد يعتبرهم من العلماء لأن العُلماء لهم وصفٌ لم يتوفر في هؤلاء وقال ابن خُويز منداد من أئمة المالكية الكبار (أهل الأهواء عند مالك وسائرُ أصحابنا هم أهلُ الكلام فكلُ متكلمٍ فهو من أهل الأهواء والبدع أشعرياً كان أو غيرَ أشعرى ولا تُقبلُ له شهادةً فى الإسلامِ أبداً ويُهجر ويُؤدب على بدعته فإن تمادى عليه أُستتيب منها )

 هذا نص ابن خُويز منداد رحمه الله  تعالى بل الشافعي رحمه الله  كما فى سير اعلام النبلاء المجلد العاشر صفحة 29 يقول ما نصه:

 (حكمي في أهل الكلام أن يضربوا بالجريد ، ويحملوا على الإبل ، ويطاف بهم في العشائر ، ينادى عليهم : هذا جزاء من ترك الكتاب والسنة ، وأقبل على الكلام)   

قلتُ قال ابن حجر رحمه الله  فى فتح البارى المجلد الثالث عشر الصفحة 350 ما نصه (علمُ الكلام سبيلُ الإلحاد) وقال مرةٌ آخرى (علمُ الكلام أفضى بأهله إلى الشكِ والإلحاد ) وسيأتى كلام أبى حامد الغزالى الذى يدعى إذا أردتَ أن تثبت أن هناك رباً عليكَ أن تشُكَ أولاً هل يوجد رب أم لا؟

 قلتُ العجب أن رأساً من رؤوس الصوفية تحذرُ من أهل الكلام أيما تحذيرٍ وهو محمدُ بن عبد الله الخانى النقشبندىَّ فى كتابه (البهجة السنية فى أداب الطريقة النقشبندية) الصفحة الرابعة عشر يقول ما نصه :

(عليك بإعتقادِ أهلِ الحديث وأجهد أن تكون منهم فإنهم هم ورثةُ الأنبياء وإياك وتقليدَ أهل الكلام فإنهم ملعنةُ الشيطان-ثم قال – وإياك والتأويلَ فإنه دهليزُ الإلحاد والزندقة عياذاً بالله تعالى )

قلتُ بل أبو حامد الغزالى قبل أن يتوب قال فى الإحياء فى المجلد الأول ( لا يُفلحُ علماء الكلام علماءُ الكلام زنادقة) طبعاً هو كان من أكابر علماء الكلام قبل أن يتوب وهو على فراش الموت يقول (ياليتنى متُ على عقيدة عجائز نيسابور) إلى آخره من الكلام الذى ذكرتهُ فى التسعينيات وكنتُ أُحارب لما أقول هذا الكلام حتى نصلُ إلى ما وصلنا إليه الآن وصلنا إلى عشراتِ الآلاف من المُلحدين وكان علمُ الكلام هو الدهيلز الذى وصلهم إلى ذلك قال ابو يوسف رحمه الله  ( من طلب الدين بالكلام تزندقَ ) رواه العجلى فى المجلد الأول الصفحة السادسة والتسعون أظنُ هذا بعضُ الإرشادات على عُجالة قبلَ أن ندخلَ كيف يُثبتُ أهل الكلام وجود الله رحمه الله  وقد بينتُ فيما سبق أن إثبات ذلك لابد أن يكون من كتابٍ وسنةٍ واجماعٍ وقياس أى قياس الأولى وهذه واضحةٌ المعالم لا تحتاجُ إلى كثير كلام وإن كنتُ بوبتُها على تفصيلٍ غيرِ هذا.

 قلتُ سلك المتكلمون كالجهمية والمعتزلة والأشاعرة فى إثباتِ الصانع طريقاً عجيباً لا يثبت به عين المطلوب بل يثبتُ به أمراً كلياً مُشتركاً سأوضح المراد وزعموا أنهم بذلك أثبتوا رباً فقالوا لا يُمكنُ اثبات الصانع هم يسمون الله عز وجل  الصانع إلا بإثبات حدوث العالم ولا يُمكن إثبات حدوتِ العالم إلا بإثباتِ حدوث الأجسام قلتُ:

أولاً/ كما سبق زعم المتكلمون أنه لا يُمكن إثبات وجود البارى من خلال النصوص الشرعية يعنى كتاب ربنا لا تعرف تصل إلى وجود الله ولا السنة ولا الإجماع ولا قولُ صاحب ولا قياس الأولى ولا أى شىء ثم قالوا وأنه لا سبيلَ لذلك إلا بمسألة الحدوث والقدم ما هى ؟

 يقولون العالم حادث

ثم قالوا كلُ حادث لابد له من مُحدث

 إذاً العالم مُحدث خبلٌ وعته وسأبينُ ذلك ويُسمون المُحدث صانعاً بل ابو حامد الغزالى ذهب إلى أبعد من ذلك أتدرون ماذا يقول؟

يقولُ لابد أولاً أن نشكَ في ماذا؟

 قال فى وجود الله هل هو موجود أم لا؟

 قلتُ هل مشركوا العرب كانوا يشكون فى وجود الله المولى من فوق سبع سماوات يقول (ولئن سالتهم من خلق السماوات والأرض ليقولن الله )

عُباد اللات والعزى يقولون الله

 انظر ماذا يقول فى كتاب (ميزان العمل) قال ما نصه :

(إذ الشكوك هى المُوصلة إلى الحق فمن لم يشك لم ينظر ومن لم ينظر لم يُبصر ومن لم يُبصر بقىَّ فى العمى والضلال )

 هكذا يقول ابو حامد قبل أن يتوبَ إلى الله عز وجل .

ومن هنا يعنى أثبتوا وجوداً علمياً ماذا يعنى ذلك ؟

 هم لم يصلوا إلى عين المطلوب بل وصلوا إلى شىءٍ يُسمى جنس المطلوب ماذا يعنى ذلك؟

 جنس المطلوب وجوده علمى أصلاً ومحِلُه الأذهان والعجب أن الوجود العلمى إما هو العام وإما هو المُطلق وأنتم تعلمون علم اليقين أن العام لا صفات له وأن المُطلق لا صفات له إنما الصفاتُ لماذا ؟

 للخاص والمُقيد فالخاص هو أنا وأنت أو أى عالم آخر ، خاص أو مُقيد نعرفُ الصفات حينئذ فهم وصفوا الله عز وجل  أو جاءوا بطريقةٍ أثبتوا جنس المطلوب فكان وجوداً عينياً غايةَ ما وصلوا إليه أن فى ذهنهم أن هناك صانعاً كما يدعون ومن هنا ينكشفُ لك حقيقةُ مذهب المُتكلمين قاطبة فى باب الصفات فإنهم لا يُثبتون لله عز وجل  صفةً واحدة لا هو رحمن ولا هو رحيم ولا هو مستوى على عرشه ولا هو ينزلُ فى ثلثِ الليل الأخير ولا فى عشيةِ عرفة ينزلُ المولى عز وجل  ولا أى شىءٍ من الصفات قد يقولُ القائل الأشاعرة يُثبتون  سبع صفات قلتُ أنا أدرى يُثبتون سبع صفات قالوا عنها بصفات المعانى نحتوا منها سبعه آخرى ويسمونها بالصفات المعنوية.

 قلتُ يامسكين من قريب حذرتك احذرألفاظ أهل البدع إنهم يُثبتون سمعاً وبصراً وإرادة ولكن لا يُثبتون السمعَ بمدلولِ أهلِ السنة إنما يُثبتون سمعاً آخر يسمونه سمع فى الأزل وأنا أُقسمُ بالله أن الله يسمعُنى الآن الموضوع عندهم أكبر من هذا كما هو معلوم فى مكانه وبهذا يتبين لك جلياً أنهم لم يُثبتوا صفة واحدة من صفات الله عز وجل  وسيأتى الكلام إن شاء الله تعالى فى كلامنا فى الجزء الثالث من كتابنا فيض المجيد كتاب (الأسماء والصفات) ثم قلتُ بعدها (وقالت الفلاسفة كابن سينا –انتبه لكلامى- المُلحد والرازى الساحر والشهرستانى وغيرهم)

 ماذا قال هؤلاء؟

ابن سينا قال أن الوجودَ قديمٌ ومُحدَث وكلُ مُحدث يحتاج لقديم لإحداثه فهم يعتقدون بذلك أنهم أثبتوا الرب أو أن الوجود واجب وممكن وكلُ ممكن يحتاجُ إلى واجب كما قال ابن سينا

إذاً الوجود فيه :

موجود قديم واجب بنفسه

وموجود مُمكن مُحدث كائن بعدأن لم يكن هذا نصُ كلامُهم

 ولكن أنا أريدُ أن أقفَ معك الآن لن أتجاوزها ، نقف مع هذا المجرم المُسمى بابن سينا والمشهور بين المسلمين بالطبيب المُسلم هو أصلاً لم يكن يؤمن برب أصلاً فهو الذى زعم يعنى ابن سينا أن الأفلاك قديمة ماذا يعنى ذلك؟

 أى غير مخلوقة قديمة أى قائمة بنفسها أى مستقلة بنفسها أى لها مشيئة وإرادة تفعلُ ما تريدُ فى نفسها وفى غيرها

 وهو الذى قال أن اللوح المحفوظ هى النفسُ الفلكية هل كان النبى يكذبُ علينا ؟

 اللوح المحفوظ هى النفسُ الفلكية!!!

 انظر ماذا يقول ابن تيمية المجلد الثانى الصفحة الخامسة وثمانون من مجموع الفتاوى يقول ما نصه انتبه للكلام (قال فيه-أى فى ابن سينا- من القصور-هذه واحدة-والتقصير–هذه الثانية- والنفاق – هذه الثالثة –والجهل –هذه هى الرابعة – والضلال -هذه الخامسة-والكفر-هذه السادسة-مالا يخفى على من له أدنى بصيرة بالعلم والإيمان )

 إى والله إى والله هذا شيخُ المُلحدين العُبيدىَّ القداح هو وابوه وأمه وعيلته وأنا لا أفترى عليهم هذا منطوق لسانه

 انظر ماذا يقول ابن قيم الجوزية فى (شفاء العليل ) المجلد الأول الصفحة الرابعة عشرة ماذا يقول؟

 ولهذا قال شيخُ الملحدين ابنُ سينا فى إشارته له له كتاب اسمه (الإشارات) (العارف لا يُنكرُ منكراً لإستبصاره بسرِ الله تعالى فى القدر ) قال ابن القيم (وهذا كلامُ مُنسلخ من المملل ومتابعة الرُسل) هذا ليس كلامى هذا كلامى الكبار ابن تيمية وابن القيم

انظر ماذا يقول ابن القيم الجوزية عن هذا الملحد يقول فى (إغاثة اللهفان من مصائد الشيطان) المجلد الثانى صفحة السابعة والستون بعد المئتين ما نصه وأنا قلت لك مئة مرة راجع وتأكد من المصادر التى أنقل منها لتتأكد بنفسك نحن أهل السنة نثقُ فى أنفسنا جيداً ونعرفُ كيف ننُصف مع أعدائنا بل وكيف نصبرُ عليهم راجع الكلام من مصادره التى أنقل منها ماذا يقول ابن القيم الجوزية  (فكان من القرامطة الباطنية –يقصد ابن سينا- الذين لا يؤمنون بمبدء ولا ميعاد ولا رب خالق ولا رسول مُبعث جاء من عندِ الله تعالى ) هذا نصُ كلامه ، ماذا أنتم قائلون نسمع بعد ذلك ابن سينا المُسلم وأنا أقول هذا الكلام لما؟

 كى تبتعد عن جميعِ كُتبه ابن تيمية رحمه الله  لما كان يتكلم عن تفسير الزمخشرى وأنتم تعلمون أن الزمخشرى معتزلى عنيد وأن الزمخشرى فى كتابه (الكاشف) يقولُ ابن تيمية (كلامهُ عسل ولكن يدسُ السمُ فى العسل ولا يُهتدى إلى السم إلا بشقِ الأنفس ) إن كان ابن تيمية يقول لا يُهتدى إلى السمِ الذى وضعه الزمخشرى فى تفسيره إلا بشقِ الأنفس أخبرونى عن أنفسكم بل أخبرونى عن نفسى هل سأهتدى إليه بسهولة.

ثانياً / اتكلمُ عن الرازى الساحر طبعاً كتاب التفسير له ممتلىء بالسحر بل أنا أعتقدُ أن كتابه التفسير فيه كلُ شىء إلا التفسير شاء من شاء وأبى من أبى هذا لا يعنينى فى شىء الذى يعنينى العلم سأُثبت معقول أم لا أم هى دعوى فارغة هذا الكتاب الذى سماهُ مرةً بالتفسيرِ الكبير ولا أدرى هو الذى سماهُ أم من بعده لأن الكتاب مشهور ب (مفاتيح الغيب ) بل الغلاف مكتوب عليه (مفاتيح الغيب) وأنا أسأل اسم الكتاب ما معناه؟ هل سيطلعنا على الغيب مثلاً ؟ سبحان الله!!.

معلومات سريعة عن الرازى ألف كتاباً سماه الآتى (السرُ المكتوم فى السحرِ ومخاطبة النجوم) الذى يقولون عليه فخر الدين!!

 تصور يُلقب بفخر الدين ويؤلف كتاب بهذا الاسم هل تعلم ما معنى هذا الكلام؟

 العجب أنه يذكر أدلة ويقول هذه الأدلة تدل على المنافع الجمة فى السحر والمنافع الجمة فى مخاطبة النجوم بل ودعى إلى السجودِ للنجوم ودُعائِها أرجع للكتاب العجب أنه ذكر عن نفسه أنه يتقرب إلى الزهرة أى كوكب الزهرة بفعلِ الفواحش وشرب الخمر والغناء ومما لاشك فيه هذه ردة صريحة عن الإسلام بإتفاق أمةِ محمدٍ صلى الله عليه وسلم انظر صنف كتاباً آخر سماه (الرسالة العلائية فى الاختيارات السماوية) كان يوجد ملك من أعظم ملوك الأرض أنذاك اسمه محمد بن لكش وكان لقبهُ علاءُ الدين فالرسالة العلائية فى الاختيارات السماوية كتب هذا الكتاب لأم علاء الدين ماذا يقصد بالاختيارات السماوية ؟

 سأقرب لك الموضوع عند إرادتك عمل أى عمل ولا تعرف هل فيه نفع أو ضر فى شريعتنا ماذا تفعل؟

 تستخير صح؟

 هذه الاختيارات بديلاً للإستخارة يقول لك لو تريد أن تفعل كذا أفعل كذا ومن الاختيارات شُرب الخمر بدلاً من الاستخارة قد تصلُ بك فى بعضِ الأحيان إلى مرادك وأنا أدرى أن له كتاب اسمه (اقسامُ اللذات) وهذا الكتاب فى آخره قد تاب وقال ما نصهُ

نهاية إقدام العقول عقال

وغاية سعي العالمين ضلال

وأرواحنا في وحشة من جسومنا

وحاصل دنيانا أذى ووبال

ولم نستفد من بحثنا طول عمرنا

سوى أن جمعنا فيه قيل وقالوا

 

ثم بعد ذلك قال :

(واعلم أنه بعد التوغل فى هذه المضائق والتعمق –كلامه- فى الاستكشاف عن اسرار هذه الحقائق رأيتُ الأصوب والأصلحَ فى هذا الباب طريقةِ القرآن العظيم والفرقان الكريم )

هذا نصُ كلامِ الرجل ، قلتُ فإن سألت لما ذكرت سوءات الرجل طالما أنه تاب قلتُ

أولاً / هذا الرجل لم يتبرء من كتبه بلفظٍ صريح أتدرى لما؟

 لأن الرجل يقول فى توبته رأيتُ الأصوب والأصلح أنا لما أقولُ لك رأيى أصوب أأنا ضعفتُ رأيك أم أن رأيك مُحتمل أن يكون أيضاً صواب ولكن رأيى أنا أصوبُ من رأيك فكان يجب أن يقول رأيتُ أن الصوابَ أن الصلاحَ فى هذا الباب طريقة القرآن الكريم والفرقان العظيم ، لذلك هذه الجزئية لم يفعل كما فعل أبو الحسن الأشعرى لما تاب صعد على المنبر وتبرء من جميعِ ما كتب ومن جميع ما قال ثم قال وأنا أقولُ بما يقولُ به الإمام المُقدَم أحمد بنُ حنبل ، نعم تبرء من كتبك ، لذلك أقول أن اتباعه إلى يومِنا هذا يقرأون فى كُتبه ويستدلون بما فيها عياذاً بالله تعالى ولكن طريقةُ أهلِ السنة تختلفُ تماماً نحنُ نستخدمُ العقل الذى هو آلة العقلُ آلة كالسكين السكين تعملُ فى غيرِها تقطعُ غيرَها فالعقلُ يعملُ فى غيرة هذا الغيرَ عندنا عند أهل السنة هو الوحىُ المُنزل من عند الله كتاب الله عز وجل  وسنة نبينا صلى الله عليه وسلم أما عقول القوم المتكلمين يستخدموها فى كلامِ من ؟

 فى وحى الشيطان كلام افلاطون الذى يقول عنه الرازى (الإمام افلاطون) ياآخى سمه تقى الدين افلاطون واخلص ، الإمام افلاطون اراسطو بقراط سقراط فيثاغورس أولئك من يأخذ بأيديهم ولا يقبلون خبر السماء وقبلُ خبر افلاطون وسماه الرازى فى كتابه الإمام افلاطون دينُننا كما قال الشافعى رحمه الله  

العِلمُ ما كانَ فيهِ قالَ حَدَّثَنا

وَما سِوى ذاكَ وَسواسُ الشَياطينِ

أى العلم قال الله قال رسول الله وما سوى الكتابِ والسنة والله ما هو إلا تنزيل الشياطين عياذاً بالله تعالى وقال أحمد  رحمه الله :

دين النبيِّ محمدٍ أخبارُ نعمَ المطيةُ للفتى الآثارُ!

لا ترغبنَّ عن الحديث وأهله فالرأي ليلٌ والحديث نهارُ

نعم هذا دينُنا كتابٌ وسنة وقال ابن القيم الجوزية رحمه الله

يا أيها الرجل المريد نجاته ... اسمع مقالة ناصح معوان
كن في أمورك كلها متمسكا ... بالوحي لا بزخارف الهذيان
وانصر كتاب الله والسنن التي ... جاءت عن المبعوث بالفرقان
واضرب بسيف الوحي كل معطل ... ضرب المجاهد فوق كل بنان  

إلى أن قال

واصدع بما قال الرسول ولا تخف ... من قلة الأنصار والأعوان
فالله ناصر دينه وكتابه ... والله كاف عبده بأمان

لذلك اثبات وجود الله عند الرازى وأمثالهُ كما ذكرتُ أنا سأبينُ لكم مدى ضحالة هذه العقول من خلال كلمة سريعة الرازى يقول (الوجود نوعان قديم ومُحدِث –ثم انتبه ثم قال – كلُ مُحدَث يحتاجُ لقديم لإثباته – انتم متصورين يااخوننا مدى الخبل والعته والحمق فى هذا الكلام  أنا سأذكر لك ضربين حتى تبين صحة الخبل والعته هذا الرجل عندما قسمَ الوجود قسمه إلى ماذا؟

قسمه إلى قديم ومُحدث طيب ما أنت أثبت وجود قديم قبل اثبات أى شىء العجب وأنا لماذا بقول هذا عن الرازى ؟

 لأنه صاحب كتاب المحصول فى أصول الفقه يعنى المفروض أنه رجل أصولى

هل يجوز الاستدلال بمحل النزاع وأن تجعله عنصراً لفض النزاع ؟

 أنت تشكُ فى وجود الله عز وجل  أبتداءاً فكيف تجعله فى التقسيم وتقول الوجود قديم ومُحدَث أمرٌ عجيب !!!

نسألُ الله السلامة والعافية ما معنى هذا الكلام؟

 خبل هذا أم عته ثم يدعون أنهم أصحابُ العقول وأن أهل السنة لا عقول لهم أما ابن سينا وهو مُلحد ابتداءاً ولا أعرف لماذا دخل فى هذا الباب؟!!

 أى إله يثبتُه أصلاً إنما هو لعب بالألفاظ لا أكثر ولا أقل يقول ( الوجود نوعان موجودٌ قديم واجب بنفسه وموجود مُمكن مُحدث كائن بعد أن لم يكن) طيب ما هى نفس القضية تقسيم الوجود إلى وجودين وقلتَ وجود قديم واجب بنفسه ووجود مُممكن وهذا اعتراف بوجود قديم ما فائدة هذه المعادلات؟!!

 قديقولُ القائل هذا الإعتراف علمى قلتُ العلم هو الإعتقاد والعمل مسألة بعدها وليست قبلها هو يطعن فى علمه أولاً بدليل أن أبا حامد الغزالى ماذا يقول؟

 قال (لابد وأن تشك أولاً) والشك محِله الإدراك والإدراك محِله ماذا؟

 الوجود العلمى وليس الوجود الفظى ولا الوجود البنانى ولا الوجود العينى فهذه هى عقول هؤلاء القوم .

قبل أن أختم هذا البيان نسألُ الله السلامة والعافية أثبت ابن سينا والرازى قديماً على كلامهم هذا غاية ما توصلوا إليه ؟

 يعنى ماذا أثبت قديما؟

 مااسمه؟

لا يُمكن أن يصلوا إلى ذلك لأن المعادلتان ليس من نتيجتيهما أنه اسمه كذا ولا وصفه كذا وإذا غاب الاسم وغاب الوصف إذاً الذى ذكروه ما هو إلا الوجود العلمى واضحة ناهيك عن هذه الجزئية.

أنا أسأل سؤال هل إثبات اسم القديم لله عز وجل  يعنى أو ينفى وجود قديم آخر؟

 أبداً لذلك لا تجد فى اسماء الله عز وجل  البتة لا فى كتاب ولا فى سنة لفظُ القديم أنه اسمٌ من أسماء الله إنما الاسم الذى جاء فى كتاب الله وجاء فى سنة نبينا هم لم يستخدموه أصلاً فالله عز وجل  فى سورة الحديد يقول ( هو الأول والآخر والظاهر والباطن)

إذاً هو الأول بدل من القديم نبينُا لما فسر الأول فقال (أنتَ الأول فليس قبلك شىء وأنت الآخر فليس بعدك شىء وأنت الظاهر فليس فوقك شىء وأنتَ الباطن فليس دونك شىء)

 فلما فسرَ الأول قال أنت الأول فليس قبلك شىء فأنتفى وجود آخر أما اسم القديم لا يُمكن أن يؤدى إلى هذا المعنى ومن هنا تعلم أيضاً لما هؤلاء لم يُثبتوا صفات لله عزوجل ولكن فى الحقيقة أوقفتنى هنا حاجة غريبة جداً هم لا يُثبتون صفات لله عزوجل ولكن يُثبتون أسماءً لله ياقوم الأسماء ياقوم مشتقة من الصفات فإن كنتم تُنكرون الصفات أخبرونى كيف أثبتم الاسماء ؟!!!

أمرٌ عجيب نسألُ الله السلامة والعافية .

وأكتفى بهذا القدر وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وجزاكم الله خيراً والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.