مسند أبي إسحاق سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه 2
حدثنا أبو بكر الحنفي عبد الكبير بن عبد المجيد، حدثنا بكير بن مسمار، عن عامر بن سعد، أن أخاه عمر انطلق إلى سعد في غنم له، خارجا من المدينة، فلما رآه سعد قال: أعوذ بالله من شر هذا الراكب. فلما أتاه قال: يا أبت أرضيت أن تكون أعرابيا في غنمك، والناس يتنازعون في الملك بالمدينة؟ فضرب سعد صدر عمر، وقال: اسكت إني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: " إن الله عز وجل يحب العبد التقي الغني الخفي "
قَوْلُهُ "الْغَنِيَّ " : قَالَ النَّوَوِيُّ : الْمُرَادُ : غِنَى النَّفْسِ ; فَإِنَّهُ الْمَحْبُوبُ ;
لِقَوْلِهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : "لَكِنَّ الْغِنَى غِنَى النَّفْسِ " ، وَأَشَارَ الْقَاضِي إِلَى أَنَّ الْمُرَادَ بِهِ : غِنَى الْمَالِ .
"وَالْخَفِيَّ " : - بِالْخَاءِ الْمُعْجَمَةِ - هُوَ الْمَعْرُوفُ ، وَمَعْنَاهُ : الْخَامِلُ الْمُنْقَطِعُ إِلَى الْعِبَادَةِ وَالِاشْتِغَالِ بِأُمُورِ نَفْسِهِ ، وَقِيلَ : - رُوِيَ بِالْمُهْمَلَةِ - ، فَمَعْنَاهُ : الْوُصُولُ لِلرَّحِمِ ، اللَّطِيفِ بِهِمْ وَبِغَيْرِهِمْ مِنَ الضُّعَفَاءِ ، وَالْحَدِيثُ دَلِيلٌ لِمَنْ يَقُولُ بِفَضْلِ الِاعْتِزَالِ .