مسند أبي بكر الصديق رضي الله عنه 38
حدثنا علي بن عياش، حدثنا الوليد بن مسلم، حدثني وحشي بن حرب بن وحشي بن حرب، عن أبيه، عن جده وحشي بن حرب:
أن أبا بكر رضي الله عنه عقد لخالد بن الوليد على قتال أهل الردة وقال: إني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم، يقول: " نعم عبد الله وأخو العشيرة خالد بن الوليد، وسيف من سيوف الله سله الله عز وجل على الكفار والمنافقين "
الصَّحابةُ رَضيَ اللهُ عنهم أفضَلُ البَشَرِ بعْدَ الأنْبياءِ، ومنهم مَن قدْ خَصَّه اللهُ تعالَى بوَصفٍ وفَضلٍ خاصٍّ
ومِن هؤلاء خالدُ بنُ الوَليدِ رَضيَ اللهُ عنه
وفي هذا الحَديثِ يَرْوي وَحْشيُّ بنُ حَربٍ رَضيَ اللهُ عنه أنَّ الخَليفةَ أبا بَكرٍ الصِّدِّيقَ رَضيَ اللهُ عنه عقَد رايةَ القِتالِ لخالِدِ بنِ الوَليدِ، ووَلَّاه القيادةَ على الجَيشِ لقِتالِ أهلِ الرِّدَّةِ، وذلك بعْدَ مَوتِ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، لمَّا ارتَدَّ كَثيرٌ منَ العرَبِ، ثمَّ أخبَرَ أبو بَكرٍ رَضيَ اللهُ عنه بحَديثٍ للنَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يُظهِرُ فَضْلَ خالِدٍ رَضيَ اللهُ عنه، فقال صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: «نِعمَ عبدُ اللهِ وأخو العَشيرةِ خالِدُ بنُ الوَليدِ»، وهذا مَدحٌ منَ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ لخالِدٍ، و«أخو العَشيرةِ» المُرادُ بها: أحَدُ أفْرادِ القَبيلةِ، وهي منَ الكَلِماتِ الشَّائعةِ عندَ العربِ، ثمَّ وصَفَه بأنَّه «سَيفٌ مِن سُيوفِ اللهِ، سَلَّه اللهُ عزَّ وجلَّ على الكُفَّارِ والمُنافِقينَ»،
والمَعْنى: أنَّ اللهَ سَلَّهُ على المُشرِكينَ وسلَّطَهُ على الكافِرينَ ليُجبِرَهم على الحقِّ، وقيلَ: أيْ هو في نَفْسِه كالسَّيفِ في إسْراعِهِ لتَنْفيذِ أوامِرِ اللهِ تعالَى لا يَخافُ فيه لَومةَ لائمٍ
وفي الحَديثِ: فَضيلةٌ ومَنْقَبةٌ لخالدِ بنِ الوَليدِ رَضيَ اللهُ عنه