مسند أبي هريرة رضي الله عنه 293
مسند احمد
حدثنا عبد الله، حدثنا يحيى بن معين، حدثنا حفص، عن الأعمش، عن أبي صالح [ص:401]، عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من أقال عثرة أقاله الله يوم القيامة»
رَغَّبَتِ الشَّريعةُ في مَحاسِنِ الأخلاقِ وحُسنِ التَّعامُلِ مَعَ النَّاسِ بالرِّفقِ واللِّينِ وتَفريجِ كُرُباتِهم والتَّنفيسِ عنهم، ومِن ذلك ما جاءَ في هذا الحَديثِ الشَّريفِ؛
حَيثُ يَقولُ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: مَن أقال عَثرةً أقاله اللَّهُ يَومَ القيامةِ. والإقالةُ: هيَ فَسخُ البَيعِ ورُجوعُ المَبيعِ للمالِكِ والثَّمَنِ للمُشتَري إذا كان قد نَدِمَ أحَدُهما أو كِلاهما، وتَكونُ الإقالةُ في البَيعةِ والعَهدِ أيضًا. والعَثرةُ، وهو مِنَ العِثارِ في المَشيِ، والمُرادُ هنا فِعلُ الإنسانِ شَيئًا يَندَمُ على فِعلِه. والمَعنى: أنَّ مَن وافقَ شَخصًا على نَقضِ البَيعِ أوِ البَيعةِ أوِ العَهدِ أو غَيرِه؛ لأنَّه نَدِمَ على فِعلِه، وأجابَه إليه، فإنَّ اللهَ تعالى يُكرِمُه على ذلك، فيُزيلُ ذَنبَه ويَغفِرُ له ويَرفعُه مِن سُقوطِه يَومَ القيامةِ
وفي الحَديثِ فَضلُ إقالةِ العَثَراتِ
وفيه الحَثُّ على التَّعامُلِ بالتَّسامُحِ بَينَ المُسلِمينَ