حديث نعمان بن بشير عن النبي صلي الله عليه وسلم 59
مستند احمد
حدثنا أبو نعيم، حدثنا يونس، حدثنا العيزار بن حريث، قال: قال النعمان بن بشير، قال: " استأذن أبو بكر على رسول الله صلى الله عليه وسلم، فسمع صوت عائشة عاليا، وهي تقول: والله لقد عرفت أن [ص:373] عليا أحب إليك من أبي، مرتين أو ثلاثا، فاستأذن أبو بكر، فدخل، فأهوى إليها، فقال: يا بنت فلانة ألا أسمعك ترفعين صوتك على رسول الله صلى الله عليه وسلم "
كان النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم خَيرَ النَّاسِ لأهلِه، فكان يَتَعامَلُ مَعَهم بأحسَنِ مُعامَلةٍ، بل قال صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: خَيرُكُم خَيرُكُم لأهلِه، وأنا خَيرُكُم لأهلي، وقدِ استَأذَنَ أبو بكرٍ على رَسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم مَرَّةً منَ المَرَّاتِ ليدخُلَ عِندَه في البَيتِ، فسَمِعَ أبو بكرٍ صَوتَ ابنَتِه عائِشةَ عاليًا على رَسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم، وهي تُعاتِبُ النَّبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم وتَقولُ: واللهِ لقد عَرَفتُ أنَّ عليًّا أحَبُّ إليك من أبي! وكَرَّرَت ذلك ثَلاثَ مَرَّاتٍ، وليس في هذا تَفضيلٌ لعَليٍّ على أبي بكرٍ مطلقًا لِما قد عُلمَ من نُصوصٍ أخرى مَنزِلةُ ومَكانةُ الصِّدِّيقِ رَضِيَ اللهُ عنه، وإنَّما أحَبَّ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم عليًّا من جِهةٍ مَخصوصةٍ لمَعنًى قامَ به وفضيلةٍ تَخُصُّه، فلمَّا دَخَل أبو بكرٍ أهوى إلى عائِشةَ، أي: تَناولها يُريدُ أن يَضرِبَها ويَلطِمَها؛ حَيثُ رَفعَت صَوتَها على النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم، وقال لها: يا بنتَ فُلانة! أي: يا بنتَ أمِّ رومانَ كَما في الرِّوايةِ الأخرى، ألَا أسمَعُك تَرفعينَ صَوتَك على رَسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم! أي: لا تَعودي لرَفعِ صَوتِك على رَسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم
وفي الحَديثِ مَشروعيَّةُ الاستِئذانِ عِندَ الدُّخولِ
وفيه أنَّ منَ الأدَبِ خَفضَ الصَّوتِ عِندَ رَسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم
وفيه مَشروعيَّةُ تَأديبِ الرَّجُلِ ابنَتَه وإن كانت مُزَوَّجةً