مسند أبي سعيد الخدري رضي الله عنه163
مسند احمد
حدثنا يحيى، عن المثني، حدثنا قتادة، عن أبي عيسى الأسواري، عن أبي سعيد الخدري، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " عودوا المريض، وامشوا مع الجنائز تذكركم الآخرة "
للمُسلمِ على أخيه المُسلمِ حُقوقٌ وواجِباتٌ جاءَتِ الشَّريعةُ بالأمرِ بها والحَثِّ عليها؛ فالمُسلمُ أخو المُسلمِ، واللَّهُ تعالى يَقولُ: {إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ} [الحجرات: 10].
ومن تلك الحُقوقِ التي أمَرَ بها النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم عيادةُ المَريضِ، أي: زيارَتُه إذا مَرِضَ؛ فإنَّ في ذلك جبرًا لخاطِرِ المَريضِ وتَسليةً له، وفيها أيضًا بَرَكةُ الدُّعاءِ للمَريضِ بالشِّفاءِ، وتَقويةُ قَلبِه على الصَّبرِ على المَرَضِ، وكذلك مِنَ الحُقوقِ اتِّباعُ جِنازةِ المُسلمِ إذا ماتَ، أي: السَّيرُ في جِنازَتِه وتَشييعُه إلى المَقبَرةِ، وقد جاءَ فَضلُ وأجرُ مَن مَشى مَعَ الجِنازةِ بأنَّ له قيراطًا منَ الأجرِ، وفي اتِّباعِ الجَنائِزِ تَذكيرٌ بالآخِرةِ، وقد حَثَّ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم على زيارةِ القُبورِ، وقال: واتَّبِعوا الجَنائِزَ؛ فإنَّها تُذَكِّرُكُم الآخِرةَ، أي: بأحوالِها وأهوالِها. وليس المُرادُ مُجَرَّدَ ذِكرِ الآخِرةِ، بل الذِّكرُ الذي يُزَهِّدُ في الدُّنيا ويُرَغِّبُ في الآخِرةِ، والمَرَضُ والمَوتُ يُذَكِّرانِ الآخِرةَ؛ لأنَّهما من أسبابِ الرَّحيلِ، فيَستَعِدُّ المُؤمنُ لذلك.
وفي الحَديثِ مَشروعيَّةُ عيادةِ المَريضِ.
وفيه مَشروعيَّةُ اتِّباعِ الجَنائِزِ.