مسند أبي سعيد الخدري رضي الله عنه211
مسند احمد
حدثنا أبو سلمة، أخبرنا سليمان بن بلال، عن عبد الله بن عبد الرحمن، عن نهار العبدي، أنه سمعه يحدث عن أبي سعيد، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " إن الله تبارك وتعالى ليسأل العبد يوم القيامة حتى يقول: ما منعك إذ (1) رأيت المنكر تنكره، فإذا لقى الله عبدا حجته قال: يا رب وثقت بك، وفرقت من الناس " (2)
جعَلَ اللهُ سُبحانَه الخيريَّةَ في هذه الأمَّةِ وفضَّلَها به على سائرِ الأممِ؛ ووصفَها بأنَّها تَأمُرُ بالمعروفِ، وتَنْهى عن المنكَرِ، وستُسألُ عن التقصيرِ في هذا.
وفي هذا الحديثِ يقولُ أبو سعيدٍ الخُدْريُّ رَضِي اللهُ عَنه: سَمِعتُ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم يقولُ: "إنَّ اللهَ لَيَسأَلُ العبدَ يومَ القيامةِ"، أي: يَسأَلُه عن كلِّ شيءٍ، "حتَّى يقولَ: ما منَعَك إذْ رأيتَ المنكَرَ أن تُنكِرَه؟!"، أي: ما عُذرُك في عدَمِ النَّهيِ عن المنكَرِ عِندَ حُضورِك له؟! "فإذا لَقَّن اللهُ"، مِن التَّلقينِ والتَّفهيمِ، أيْ: فَهَّم وألْهَم "العبدَ حُجَّتَه"، أي: بُرهانَه في جوابِه لربِّه، "قال"، أي: العبدُ: "يا ربِّ رَجَوتُك" أن تَغفِرَ لي ولا تُؤاخِذَني بتَركِ النَّكيرِ، "وفَرِقْتُ مِن النَّاسِ"، أيْ: خِفتُ مِنهم، فسامَحتُ في حقِّك؛ اعتِمادًا على أنَّك كريمٌ مَرجُوٌّ؛ لكَمالِ فَضلِك ولُطفِك.
وفي الحديثِ: الحثُّ على إنكارِ المنكَرِ.