مسند أبي سعيد الخدري رضي الله عنه24
مسند احمد
حدثنا ابن أبي عدي، عن داود، عن أبي نضرة عن أبي سعيد، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " يكون في آخر الزمان خليفة يعطي المال، ولا (1) يعده عدا (2) " (3)
كان النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يُبشِّرُ أصحابَه بالفُتُوحاتِ؛ ليُثبِّتَ قُلُوبَهم، وكذلك كان يُخبِرُهم بأحداثٍ ستَقعُ آخِرَ الزَّمانِ وقبْلَ قِيامِ السَّاعةِ، وهي أحداثٌ يَكثُرُ فيها القتلُ والفِتنُ المختلِطةُ، ثمَّ يُصلِحُ اللهُ حالَ النَّاسِ ويَسودُ العدْلُ، ثمَّ بعْدَ ذلكَ تقَعُ فِتنٌ واضطراباتٌ ومَوتُ المؤمنينَ حتَّى تقومَ السَّاعةُ على شِرارِ الخَلقِ الَّذين لا يُؤمِنون باللهِ.
وفي هذا الحديثِ يُخبِرُ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ بأَمرٍ منَ الغَيبيَّاتِ؛ فيُخبِرُ أنَّه سيُوجدُ في آخرِ الزَّمانِ خليفةٌ للمسْلِمين يَقسِمُ المالَ على المُستحقِّينَ بالعدلِ، وَلا يَخزُنُه وَلا يَعُدُّه، فيُعطي كثيرًا مِن غيرِ عدٍّ وإِحصاءٍ، وهذا كِنايةٌ عن وَفرةِ المالِ وكَثرتِه في ذلك الزَّمانِ، وفي حَديثٍ آخرَ عندَ مُسلمٍ: «يَحثو المالَ»، يعني: يُعطيه بالكَفَّيْنِ حثيًا لا يَعُدُّه عَدًّا، وقيلَ: يَحدُث ذلكَ لكَثرةِ الأَموالِ والغَنائمِ والفُتوحاتِ مَع سَخاءِ نَفسِه، وأمانةِ الطَّبعِ، قيل: يَحتمِلُ أنَّه صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ أراد بهذا الخليفةِ المَهديَّ.