مسند أبي سعيد الخدري رضي الله عنه549
مسند احمد
حدثنا أبو سعيد، مولى بني هاشم، قال: حدثنا عبد الرحمن بن أبي الموال، -مولى لآل علي- قال: حدثنا عبد الرحمن بن أبي عمرة قال: كانت جنازة في الحجر، فجاء (1) أبو سعيد فوسعوا له، فأبى أن يتقدم، وقال: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " إن خير المجالس أوسعها " (2)
المجالِسُ إذا كانتْ واسِعةً حملَتْ أُناسًا كَثيرينَ، وصارَ فيها انشِراحٌ وسَعةُ صَدرٍ، وفي هذا الحديثِ يقولُ النبيُّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم: "خَيرُ المجالسِ أوْسعُها"، أي: أفْضلُ مَجلسٍ للنَّاسِ ما كانَ واسِعًا يَستوعِبُ الجالِسينَ، وهذا كلامٌ عامٌّ يَشملُ كلَّ أنواعِ المجالسِ، سواءٌ كانتْ في البُيوتِ أو الأماكنِ المعدَّةِ لاجتِماعِ العامَّة، وهذا إرْشادٌ مِن النبيِّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم لتَوسِعة المجالسِ وعدمِ تَضيِيقِها؛ حتَّى يَتعارَفَ الناسُ ويَتواصَلوا فيما بينهم، وحتى لا يُضيِّقوا ويَشقُّوا على أنفُسِهم؛ ففي السَّعةِ ما يُعطي الرَّاحةَ للناسِ فلا يَتزاحَمونَ ولا يُضايِقُ بعضُهم بعضًا، وفي السَّعةِ أجواءٌ طيِّبةٌ للنِّقاشِ والحوارِ والتواصل، بعكس المجالس الضيقة.
وهذا كلُّه لمنْ يمكِن لَه التَّوسعةُ على الجالِسينَ، أمَّا مَن كانَ بيتُه ضيِّقًا ولا يملِكُ التَّوسعةَ فلا حرَجَ.