مسند أبي سعيد الخدري رضي الله عنه6
حدثنا قتيبة بن سعيد، حدثنا ليث، عن خالد بن يزيد، عن سعيد بن أبي هلال، عن أبي يعقوب الحناط، قال شهدت مع مصعب بن الزبير الفطر بالمدينة، فأرسل إلى أبي سعيد فسأله: كيف كان يصنع رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ فأخبره أبو سعيد: " أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يصلي قبل أن يخطب " فصلى يومئذ قبل الخطبة (1)
صَلاةُ العِيدِ لها واجباتٌ وسُننٌ وآدابٌ، حرَصَ عليها النبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، ونَقَلَها لنا صَحابتُه الكِرامُ رَضيَ اللهُ عنهم.
وفي هذا الحديثِ يُخبِرُ ابنُ عمرَ رَضيَ اللهُ عنهما أنَّ هَدْيَ النبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ في صَلاةِ العيدينِ أنْ تكونَ الخُطبةُ بعْدَ الصَّلاةِ، على عَكْسِ صَلاةِ الجُمعةِ التي تَتقدَّمُ فيها الخُطبةُ على الصَّلاةِ، وتكونُ خُطبةُ العِيدِ مِن خُطبتينِ مِثلَ خُطبةِ الجُمعةِ.
وقد شُرِعَتِ الخُطبةُ في الجُمَعِ والأعيادِ والمناسباتِ لحِكَمٍ كثيرةٍ؛ منها: أنْ يَتعلَّمَ النَّاسُ منها أُمورَ دِينِهم ودُنياهم، فإذا ما صَعِدَ الإمامُ المِنبرَ جعَلَ غايتَه تَعليمَ النَّاسِ، وإفهامَهم، وخاصَّةً ما يَقَعُ مِن مُناسباتٍ شَرعيَّةٍ تُصادِفُ تلك الخُطبةَ، كما ورَدَ عندَ البُخاريِّ في صِفةِ خُطبةِ النبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ عن أبي سَعيدٍ الخُدْريِّ رَضيَ اللهُ عنه: أنَّ أوَّلَ شَيءٍ يَبْدَأُ به الصَّلاةُ، ثمَّ يَنصَرِفُ، فيَقومُ مُقابِلَ النَّاسِ، والنَّاسُ جُلوسٌ على صُفُوفِهِم، فيَعِظُهُم، ويُوصِيهِمْ، ويَأْمُرُهم.