مسند أبي هريرة رضي الله عنه 112
مسند احمد
حدثنا عبد الرحمن، عن مالك، عن نعيم بن عبد الله، أنه سمع أبا هريرة، يقول: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «على أنقاب المدينة ملائكة، لا يدخلها الدجال ولا الطاعون»
تَكفَّلَ اللهُ سُبحانه وتَعالى بحِفظِ حُرُماتِه في الأرْضِ، ومِن ذلك حِفْظُه لِمَكَّةَ والمدينةِ
وفي هذا الحديثِ يقولُ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: "المدينةُ ومكَّةُ مَحفوفتانِ بالملائكةِ" فتُحِيطُ بهما مِن كلِّ جانبٍ؛ حِراسةً وحِفْظًا لهما، "على كلِّ نَقْبٍ منها مَلَكٌ، لا يَدخُلُها الدَّجَّالُ"، والمعنى: أنَّ اللهَ سُبحانه جَعَلَ على كلِّ طَريقٍ أو بابٍ مِن جَنَباتِ مكَّةَ والمدينةِ مَلائكةً يَحرُسُونها مِن دُخولِ الدَّجَّالِ، فيَمْنعونَه مِن دُخولِهما إذا ظهَرَ، ولكنْ مَن خذَلَهُ اللهُ مِن المنافقينَ يَخرُجُ إلى الدَّجَّالِ فيَتْبَعُه، والدَّجَّالُ رجُلٌ مِن أُمَّةِ محمَّدٍ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يَظهَرُ في آخِرِ الزَّمانِ، عَلامةً مِن عَلاماتِ يَومِ القيامةِ، فيَدَّعي الأُلوهيَّةَ بما أعطاهُ اللهُ مِن مُعجِزاتٍ خارقةٍ تَظهَرُ على يَدِه، فيُؤمِنُ به الكثيرُ مِن الناسِ، ويَعصِمُ اللهُ عزَّ وجلَّ عِبادَه المؤمنينَ حتَّى يَنزِلَ عيسى ابنُ مَريمَ عليه السَّلامُ فيَقتُلُه، "ولا الطَّاعونُ" وكذلك الملائكةُ تَحْفَظُهما مِن الآفاتِ والبَلِيَّاتِ والأمراضِ، والطَّاعونُ هو الوباءُ العامُّ
وفي الحديثِ: بَيانُ رِفعةِ ومَكانةِ الحَرَمينِ الشَّريفينِ