‌‌حديث قتادة بن ملحان

حدثنا عارم، حدثنا معتمر، قال: وحدث أبي، عن أبي العلاء بن عمير الجريري، قال: كنت عند قتادة بن ملحان حين حضر، فمر رجل في أقصى الدار، قال: فأبصرته في وجه قتادة، قال: " وكنت إذا رأيته كأن على وجهه الدهان "، قال: " وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم مسح وجهه "

أيَّدَ اللهُ تعالى نَبيَّه صلَّى اللهُ عليه وسلَّم بمُعجِزاتٍ وآياتٍ كَثيرةٍ تَدُلُّ على صِدقِ نُبوَّتِه صلَّى اللهُ عليه وسلَّم، ومِن ذلك أنَّه كان صلَّى اللهُ عليه وسلَّم إذا مَسَحَ على إنسانٍ جَعل اللَّهُ تعالى في ذلك البَرَكةَ، ومِن ذلك أنَّه صلَّى اللهُ عليه وسلَّم مَسَح على وَجهِ قتادةَ بنِ مِلحانَ رَضِيَ اللهُ عنه عِندَما جاءَ يُبايِعُه، فكان لهذه المَسحةِ أثَرٌ على قتادةَ، حَتَّى إنَّه بَليَ مِنه كُلُّ شَيءٍ مِن جَسَدِه غَيرَ وَجهِه ببَرَكةِ مَسحةِ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم! حَتَّى إنَّهم كانوا يَرَونَ الشَّخصَ في وَجهِ قتادةَ كَأنَّ وَجهَه مِثلُ المِرآةِ! فقد جاءَ في رِوايةٍ أنَّ قتادةَ بنَ مِلحانَ قال: أتَيتُ النَّبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم لأُبايِعَه، فمَسَحَ يَدَه على وجهي، وكان لوَجهي مِنه بَريقٌ حَتَّى إنَّ المارَّ ليَمُرُّ فيَنظُرُ في وَجهي، فكَأنَّما يَنظُرُ في مِرآةٍ! فيَقولُ: انظُروا، هذا بَرَكةُ رَسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم! وقد ذَهَبَ أبو العَلاءِ بنُ عُمَيرٍ إلى قتادةَ بنِ مِلحانَ رَضِيَ اللهُ عنه يَزورُه حينَ حُضِرَ، أي: حين قَرُبَ أجَلُه ومَوتُه، فمَرَّ رَجُلٌ في أقصى الدَّارِ، أي: طَرَفِ الدَّارِ، فأبصَرُ أبو العَلاءِ الرَّجُلَ في وَجهِ قتادةَ، كَأنَّ وجهَه مِرآةٌ مِن شِدَّةِ صَفاءِ وَجهِه ونَقائِه! يَقولُ أبو العَلاءِ: وكُنتُ إذا رَأيتُ قتادةَ كَأنَّ على وَجهِه الدِّهانَ، أي: كَأنَّ وَجهَه مَدهونٌ بدُهنٍ مِن زَيتٍ أو نَحوِ ذلك مِن شِدَّةِ صَفاءِ وَجهِه ولَمَعانِه!
وفي الحَديثِ مُعجِزةٌ مِن مُعجِزاتِ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم.
وفيه فَضلُ قَتادةَ بنِ مِلحانَ رَضِيَ اللهُ عنه .