مسند أبي هريرة رضي الله عنه 238
مسند احمد
قرئ على سفيان، عن ابن عجلان، عن سعيد [ص:328]، عن أبي هريرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم: «رحم الله رجلا قام من الليل» قال سفيان: «لا يرش في وجهه، تمسحه»
قِيامُ اللَّيلِ شَرفُ المؤمِن، وهو أفضلُ الصَّلاةِ بعدَ الفَريضةِ، وقد رغَّب فيه الشرعُ الحنيفُ وبيَّن عظيمَ أجرِه وكثيرَ فَضلِه
وفي هذا الحديثِ: يقولُ النبيُّ صلَّى الله عليه وسلَّم: "رَحِمَ اللهُ رجلًا قَامَ مِن اللَّيْلِ فصَلَّى"، أي: يَدْعُو النبيُّ صلَّى الله عليه وسلَّم بالرَّحمةِ لِمَن قَامَ فِي جُزءٍ مِن اللَّيْلِ وصلَّى بعضَ الرَّكَعاتِ، "وأَيْقَظَ امرَأَتَه فصلَّتْ"، أي: أيقَظَ زوجتَه لتصلِّيَ قِيَامَ اللَّيْلِ، "فإنْ أَبَتْ"، أي: فإنِ امتَنَعَتْ تَكاسُلًا بسببِ النَّومِ، "نَضَحَ فِي وجهِها الماءَ"، أي: رَشَّ بعضَ الماءِ عليها لِتَنشِيطِهَا، وَهذا إشارةٌ إِلَى التلطُّفِ مَعَ الزَّوجةِ عِنْدَ إيقاظِها حَتَّى تَستجِيبَ، ثُمَّ دعَا صَلَّى اللهُ علَيْهِ وسَلَّم بالرَّحمَةِ للمرأةِ الَّتِي تَقُومُ اللَّيلَ فِي قولِه: "رَحِمَ اللهُ امرأةً قامَتْ مِنَ اللَّيْلِ فصَلَّتْ"، أي: قامَتْ فِي جُزءٍ مِنَ اللَّيْلِ وَصَلَّتْ بعضَ الرَّكعاتِ، "وأيَقَظت زوجَها"، أي: لِيُصَلِّيَ قِيَامَ اللَّيْلِ، "فإنْ أَبَى"، أي: امتَنَعَ عن الاستيقاظِ والقيامِ تكاسُلًا بسببِ النَّومِ، "نَضَحَتْ فِي وجهِه الماءَ"، أي: رَشَّتْ فِي وجهِه الماءَ بِقَصدِ تَنشِيطِه، وَهذا إشارةٌ إِلَى التلطُّفِ مَعَ الزَّوجِ عِنْدَ إيقاظِه حَتَّى يَستجِيبَ
وفي الحديثِ: حثُّ الأسرةِ على أن يُنشِّطَ بعضُها بعضًا في أداءِ العِباداتِ وأعمالِ التطوُّعِ