حدثنا أبو كامل، حدثنا حماد، عن ثابت، عن أبي رافع، عن أبي هريرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «كانت شجرة تؤذي أهل الطريق، فقطعها رجل فنحاها عن الطريق، فأدخل بها الجنة»
مُساعدَةُ الناسِ وإزالةُ الأَذى عنهم، مِن شُعَبِ الإيمانِ، ومِن أعْظَمِ الأعْمالِ التي تُدخِلُ المُسلِمَ الجنَّةَ
وفي هذا الحديثِ يقولُ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: "لقدْ رَأيْتُ" الرُّؤْيا هنا مَناميَّةٌ، ويَحتمِلُ أنَّه رآهُ حقيقةً بكرامَةٍ منَ اللهِ له "رَجُلًا يتقلَّبُ في الجنَّةِ"، أي: يَتنعَّمُ في الجنَّةِ بمَلاذِّها، "في شَجَرةٍ"، أي: بسَبَبِ شَجَرةٍ، "قَطَعَها من ظَهْرِ الطَّريقِ" يعني: من وَسَطِ الطَّريقِ، "كانت تُؤْذِي الناسَ"، أي: تضُرُّهم حين مُرورِهم بها، فكافأَهُ اللهُ بإزالَتِها بأنْ أدْخَلَه الجنَّةَ مع أنَّ هذا عَمَلٌ يسيرٌ؛ فينبغي ألَّا يَحقِرَ العبدُ من الطَّاعاتِ شيئًا لا سيَّما ما كان فيه نفْعُ عامَّةِ الناسِ
وفي الحديثِ: فَضيلَةُ كُلِّ ما نَفَعَ الناسَ وأزالَ عنهم الضررَ
وفيه: بيانُ فَضلِ اللهِ العَظيمِ وتفضُّلِه بالأجرِ الكَبيرِ على العَملِ اليَسيرِ