مسند أنس بن مالك رضي الله تعالى عنه1327
مسند احمد
حدثنا حسن بن موسى، حدثنا أبو هلال، حدثنا قتادة، عن أنس بن مالك، أن شجرة كانت على طريق الناس كانت تؤذيهم، فأتاها رجل فعزلها عن طريق الناس، قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: " فلقد رأيته يتقلب في ظلها في الجنة "
مِن فَضلِ اللهِ تعالى وكَرَمِه على خَلقِه وإحسانِه إليهم أن نَوَّع لَهم طُرُقَ الخَيرِ وأعمالَ البِرِّ، ومِنها إزالةُ كُلِّ ما فيه أذيَّةٌ لِلمُسلِمينَ ولَو قَلَّ؛ ففي الحَديثِ: أنَّ إماطةَ الأذى مِنَ الطَّريقِ مِن شُعَبِ الإيمانِ، وفي هذا الحَديثِ بَيانُ نَوعٍ مِن أنواعِ الخَيرِ، فيَقولُ أنَسُ بنُ مالِكٍ رَضِيَ اللهُ عنه: إنَّ شَجَرةً كانت على طَريقِ النَّاسِ كانت تُؤذيهم، أي: كانت هذه الشَّجَرةُ مُعتَرِضةً في طَريقِ النَّاسِ؛ مِمَّا يُسَبِّبُ لَهم أذًى عِندَ مُرورِهم مِن هذا الطَّريقِ. فأتاها رَجُلٌ فعَزَلَها عن طَريقِ النَّاسِ، أي: ذَهَبَ رَجُلٌ إلى هذه الشَّجَرةِ وأبعَدَها وأزالَها مِن طَريقِ النَّاسِ.
فقال النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: فلقد رَأيتُه يَتَقَلَّبُ في ظِلِّها في الجَنَّةِ، أي: أنَّه صلَّى اللهُ عليه وسلَّم رَأى هذا الرَّجُلَ الذي أزالَ الشَّجَرةَ مِن طَريقِ النَّاسِ في الجَنَّةِ تَحتَ ظِلِّ تلك الشَّجَرةِ التي أزالها، فيُحتَمَلُ أنَّها نُقِلَت إلى الجَنَّةِ، أو في ظِلِّ مِثلِها أو ظِلِّ جَزائِها، ويُحتَمَلُ أنَّ المُرادَ بِالظِّلِّ هو الجَزاءُ، فإنَّه كالظِّلِّ أثَرٌ مِن آثارِ ذلك الشَّيءِ. ويَدخُلُ في مَعنى الشَّجَرةِ إزالةُ كُلِّ ما يُشَوِّشُ على المارِّينَ في الطَّريقِ أو يُؤذيهم.
وفي الحَديثِ فَضلُ إزالة الأذى عنِ الطَّريقِ.
وفيه أنَّ إزالةَ الأذى عنِ الطَّريقِ مِن أعمالِ البِرِّ.
وفيه فَضلُ اللهِ وكَرَمُه وإحسانُه إلى خَلقِه.