مسند أنس بن مالك رضي الله تعالى عنه1410
مسند احمد
حدثنا حسن بن موسى، حدثنا عمارة يعني ابن زاذان، حدثنا ثابت، عن أنس بن مالك: " أن المؤذن - أو بلالا - كان يقيم، فيدخل النبي صلى الله عليه وسلم، فيستقبله الرجل في الحاجة، فيقوم معه حتى تخفق عامتهم رءوسهم "
الخَوفُ الحَقيقيُّ هو الخَوفُ مِنَ اللهِ تَعالى، وكذا الرَّجاءُ الصَّحيحُ يَكونُ بعَمَلِ الطَّاعاتِ واجتِنابِ المَعاصي، والتِزامِ الفَرائِضِ على كُلِّ حالٍ.
وفي هذا الحَديثِ يَقولُ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: "إذا كانَ الرَّجُلُ بأرضِ قِيٍّ" وهي الأرضُ الصَّحراءُ الخاليةُ، "فحانَتِ الصَّلاةُ" دَخَلَ وَقتُها "فليَتوَضَّأْ" إنْ وَجَدَ الماءَ، "فإنْ لم يَجِدْ ماءً فلْيَتيَمَّمْ" بضَربَتَيْنِ في التُّرابِ، ضَربةً لِوَجهِه، وضَربةً لِذِراعَيْه، كما في قَولِه تَعالى: {فَلَمْ تَجِدُوا مَاءً فَتَيَمَّمُوا صَعِيدًا طَيِّبًا} [النساء: 43]، "فإنْ أقامَ، صَلَّى معه مَلَكاه" والمَعنى أنَّه إذا اكتَفى بإقامةِ الصَّلاةِ مُباشَرةً دونَ أذانٍ فإنَّ المَلَكيْنِ المُوكَّلَيْنِ بكِتابةِ الأعمالِ يُصَلِّيانِ معه، "وإنْ أذَّنَ وأقامَ، صَلَّى خَلفَه مِن جُنودِ اللهِ ما لا يَرى طَرَفاه" بمَعنى صَلَّى خَلفَه مِن خَلقِ اللهِ الذين لا يَراهم ولا يَعلَمُهمُ العَدَدُ الكَثيرُ، ويَحصُلُ له ثَوابُ الجَماعةِ.
وفيه: مَشروعيَّةُ الأذانِ والإقامةِ لِلمُنفَرِدِ إذا كانَ بأرضٍ صَحراءَ ونَحوِها.