مسند أنس بن مالك رضي الله تعالى عنه153
مسند احمد
حدثنا إسماعيل بن إبراهيم، حدثنا روح بن القاسم، عن عطاء بن أبي ميمونة، عن أنس بن مالك قال: " كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا تبرز لحاجته أتيته بماء فيغسل به " (1)
حثَّ الشَّرعُ المطهَّرُ على الطَّهارةِ الحِسِّيَّةِ والمَعنويَّةِ، وقد علَّمَنا النبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ كَيفيَّةَ التَّطهُّرِ بعْدَ قَضاءِ الحاجةِ.
وفي هذا الحَديثِ يُخبِرُ أنسُ بنُ مالكٍ رَضيَ اللهُ عنه أنَّ النبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ كان إذا تَبَرَّزَ، أي: إذا خرَجَ إلى البَرازِ، وهي الأرضُ الواسعةُ، وكانوا يُعَبِّرُونَ بالبَرازِ عن قَضاءِ الحاجةِ؛ لأنَّهم كانوا يَتبرَّزون في الأمكنةِ الخاليةِ مِن الناسِ قبْلَ أنْ يَتَّخِذوا الكُنفَ والحَمَّاماتِ في البُيوتِ. فأخبَرَ أنسٌ رَضيَ اللهُ عنه أنَّه كان يَأتِيه بماءٍ؛ لِيَستنجيَ به ويُنظِّفَ مَوضعَ البَولِ أو البَرازِ، تَأكيدًا على الطَّهارةِ، وأكثَرُ ما عُرِفَ عنه صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ أنَّه كان يَسْتنجي بالأحْجارِ، كما ثَبَتَ في الرِّواياتِ، وحديثُ أنَسٍ رَضيَ اللهُ عنه بَيانٌ لمَشروعيَّةِ الاستِنجاءِ بالماءِ.وقد كان أنسٌ رَضيَ اللهُ عنه خادمًا للنبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، ويَتبَعُه في أُمورِه؛ لِيَقضِيَ له ما يَطلُبُه منه، وقد كان يَعرِفُ حُبَّ النبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ للتَّطهُّرِ بالماءِ بعْدَ أنْ أثْنَى اللهُ على المُتطهِّرينَ.