‌‌مسند أنس بن مالك رضي الله تعالى عنه1585

‌‌مسند أنس بن مالك رضي الله تعالى عنه1585

حدثنا هاشم بن القاسم، حدثنا شعبة، عن هشام بن زيد بن أنس، عن أنس، قال: " دخلت على النبي صلى الله عليه وسلم في المربد، وهو يسم غنما " - قال شعبة حسبته قال - في آذانها "

كانَ المُسلمونَ على عهْدِ رَسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يَلتَمِسونَ البرَكةَ والرَّحمةَ والخيرَ كلَّه منه صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ.

 وفي هذا الحَديثِ يَحكي أنسُ بنُ مالكٍ رَضيَ اللهُ عنه أنَّه ذَهَبَ ذاتَ صَباحٍ بأخيهِ الرَّضيعِ عَبدِ اللهِ بنِ أبي طَلْحةَ الأنصاريِّ رَضيَ اللهُ عنهما -وأمُّ هذا المَولودِ هي أمُّ سُليمٍ رَضيَ اللهُ عنها أمُّ أنسِ بنِ مالكٍ رَضيَ اللهُ عنه راوي الحديثِ، وكانتْ زَوجًا لأبي طَلْحةَ الأنصاريِّ رَضيَ اللهُ عنه- إلى رَسولِ الله صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ مِن أجْلِ أنْ يُحنِّكَه، والتَّحنيكُ: هو مَضْغُ التَّمرِ وتَنعيمُه في الفَمِ، ثمَّ وضْعُه في فَمِ المولودِ ومَسْحُ جانِبَيْ فَمِهِ به؛ ليكونَ الحلوُ أوَّلَ ما يَدخُلُ جوفَ المولودِ، وكانوا يأتونَ النبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ ليُحنَّكَ أطفالَهم تَبرُّكًا برِيقِه ودَعوتِه ويَدِه صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، فَلمَّا وصَلَ أنسُ بنُ مالكٍ رَضيَ اللهُ عنه إِلَى النبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ وَجَدَه وفي يَدِه المِيسَمُ -وهي حَديدةٌ يُكوى بها- يَسِمُ إبلَ الصَّدقةِ، أي: يَكوي بهذه الآلةِ إبلَ الصَّدقةِ في جُزءٍ مِن أجزاءِ جَسَدِها -ولا يَسِمُ في الوجْهِ؛ للنَّهيِ الواردِ في ذلك-؛ لتُحدِثَ فيها عَلامةً خاصَّةً بها تَختلِفُ عن سِواها، فتُميِّزها عن غيرِها؛ لئلَّا تَختلِطَ بالأموالِ المَملوكةِ، ويَتنزَّهَ صاحبُها عن شِرائِها؛ لئلَّا يكونَ عائدًا في صَدَقتِه.

 وفي الحديثِ: مَشروعيَّةُ تَحنيكِ المولودِ، ويُستحسَنُ أنْ يقومَ بذلك مُؤمِنٌ صالحٌ تقيٌّ؛ ليدعوَ له بالبركةِ.

وفيه: اعتِناءُ الإمامِ بأموالِ الصَّدقةِ، وتَولِّيها بنفْسِه. 

وفيه: مَشروعيَّةُ وَسْمِ الحَيوانِ بالكَيِّ.

وفيه: مَشروعيَّةُ إيلامِ الحَيوانِ بما يَتحمَّلُه مِن الألَمِ ممَّا فيه مَنفعةٌ وصَلاحٌ.