‌‌مسند أنس بن مالك رضي الله تعالى عنه1656

مسند احمد

‌‌مسند أنس بن مالك رضي الله تعالى عنه1656

حدثنا عتاب، أخبرنا عبد الله، أخبرنا المثنى بن سعيد، عن قتادة، عن أنس: " أن النبي صلى الله عليه وسلم لم يخضب قط، إنما كان البياض في مقدم لحيته، وفي العنفقة قليلا، وفي الرأس نبذ يسير، لا يكاد يرى "، وقال المثنى: " والصدغين

لقدْ وصَفَ الصَّحابةُ رِضوانُ اللهِ عليهم صِفاتِ رَسولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ الخِلْقيَّةِ مِن حُبِّهم له، حتَّى حَفِظوا كامِلَ مَلامحِه.

وفي هذا الحَديثِ يُخبِرُ أنسُ بنُ مالكٍ رضِيَ اللهُ عنه: "أنَّ رَسولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ لم يكُنْ يَخضِبُ"؛ وذلك لقِلَّةِ الشَّعرِ الأبيضِ الَّذي كان بالنَّبيِّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، والخضْبُ: صَبْغُ الشَّعرِ بالحِنَّاءِ وغيرِه، "إنَّما كان الشَّمطُ"، وهو: الشُّعيراتُ البَيضاءُ الَّتي تظهَرُ في مُبتدأِ الشَّيبِ، "عندَ العَنْفقةِ يسيرًا"، أي: كانت لديه بعضُ الشُّعيراتِ البيضِ القليلةِ في العَنْفقةِ، وهي: الشَّعرُ الَّذي يكونُ أسفلَ الشَّفةِ السُّفلى وقَبْلَ الذَّقَنِ، "وفي الصُّدغينِ يَسيرًا"، أي: والشَّعرُ الظَّاهرُ على الصُّدغينِ، والصُّدْغُ: الموضِعُ الَّذي بين العينِ والأُذنِ، "وفي الرَّأسِ يَسيرًا"، أي: وكذلك كانتْ بعضُ الشُّعيراتِ البيضِ في شَعْرِ الرَّأسِ.

وفي الحديثِ: بيانُ بَعضِ شَمائلِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ وصِفاتِه، وأنَّه لم يَشِبْ مِن شَعَرِه إلَّا شُعيراتٌ، ولم يَصبُغْ شَعْرَه.