مسند أنس بن مالك رضي الله تعالى عنه1667
مسند احمد
حدثنا عفان، حدثنا يزيد بن زريع، حدثنا سعيد بن أبي عروبة، عن حجاج الأحول، عن قتادة، عن أنس، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " من نسي صلاة، أو نام عنها - يعني - فليصلها "، (3) قال (4) : فلقيت حجاجا الأحول فحدثني به
الصَّلاةُ عِبادةٌ لها أهمِّيَّتُها الخاصَّةُ في الشَّرعِ؛ فهي فَرضٌ واجبٌ أداؤُه في أوَّلِ وَقْتِهِ، ومَن فاتَهُ الوقتُ فعليهِ أنْ يَقْضيَها ولا يَترُكَها.
وهذا الحَديثُ نامَ فيها النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ عن صَلاةِ الفَجرِ؛ فيَرْوي عِمْرانُ بنُ حُصَينٍ رَضيَ اللهُ عنه أنَّهم سافَروا مرَّةً معَ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ لَيْلًا، فلمَّا كان مِن آخِرِ اللَّيلِ عرَّسوا ونَزَلوا عن دَوابِّهم للرَّاحةِ والنَّومِ بعْدَ تعَبِ السَّفرِ، فَنامُوا نوْمًا عَميقًا، وأخذَتْهم غَفلةُ النَّومِ، ولم يَستَيقِظوا لصَلاةِ الفَجرِ في وَقْتِها حتَّى أيقَظَهم حَرُّ الشَّمسِ، فكان الرَّجلُ منهم يَستَيقِظُ مُندَهِشًا ومُتعَجِّبًا مِن ذلك، فيُسرِعُ إلى ماءِ الوُضوءِ، فلمَّا رأَى النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ ذلك أمَرَهم أنْ يَهْدؤوا، وأنْ يُغادِروا ذلك المَكانَ الَّذي غَفَلوا فيه عنِ الصَّلاةِ، فساروا حتَّى إذا ارتفَعَتِ الشَّمسُ في السَّماءِ، وانْتَهى وقْتُ الكَراهةِ عندَ الشُّروقِ، نَزَلوا عن دَوابِّهم ورَواحِلِهم، ثمَّ تَوضَّأَ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ ومَن معَه مِن الصَّحابةِ رَضيَ اللهُ عنهم، ثمَّ أمَر بِلالَ بنَ رَباحٍ رَضيَ اللهُ عنه فأذَّنَ للصَّلاةِ، ثمَّ أدَّى الصَّلاةَ كأنَّها حاضِرةٌ في وَقتِها؛ فصَلَّى رَكعتَيِ السُّنَّةِ القَبليَّةِ للفَجرِ، ثمَّ أقامَ فصَلَّوُا الفَريضةَ قَضاءً بعْدَ وَقتِها، ثمَّ سَأَلَ الصَّحابةُ رَسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، فقالوا: «ألَا نُعيدُها في وَقتِها منَ الغَدِ؟» بعْدَ أنْ قَضَوْها في غَيرِ وَقتِها، فقال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: «أيَنْهاكم ربُّكم عنِ الرِّبا ويَقبَلُه منكم؟!» والمُرادُ: أنَّ قَضاءَ الصَّلاةِ مرَّةٌ واحدةٌ، وليس مرَّتَينِ؛ لأنَّه يكونُ مِثلَ الرِّبا المُحرَّمِ في الأمْوالِ، واللهُ سُبحانَه مُنزَّهٌ عن ذلك.